الباب السادس عشر في القتال
  مافعلنا برجاله، وشهدت مسيلمة أُعينه على قتال أبي بكر والمسلمين وأمنيه حتى قال: أنا من جملة النبيين، وشهدت عمر وأنا أحث على قتله على يد الفجار، وحرضت الناس على قتل عثمان يوم الدار، وشهدت صفين وأنا في عسكر معاوية أدبر معه في أمر علي وأزين له قتل عمار، وجرى أمر النهروان وأنا بين أظهرهم وأحثهم على قتال علي # وشهدت [ابن ملجم أحثه على قتل علي، وشهدت] كربلاء مع عمر بن سعد، وشهدت مقتل زيد وأنا في جملة هشام. ثم لم يكن موقف إلا شهدته ولا وقعة إلاّ حضرتها. فخذوا عني ودعوا المقال وتأهبوا للقتال!
  فسمعوا، وبلغ الخبر معتزلة الجن فتأهبوا، فضممت الأطراف وجندتُ الجنود، وكتبت إلى أهل الوفاق في الآفاق، فأقبلت الأجناد كالجراد. فجاءني نواصب الشام ومشبهة أذربيجان ومجبرة أصفهان ومرجئة كرمان وخوارج سجستان وحنابلة هراة وخراسان وقرامطة عمان ورافضة قم وقاشان، وانضم إليهم الأتباع الغاوون وجنود إبليس أجمعين.
  واجتمعت المعتزلة عند رئيس لهم من جن نصيبين، وهم عندهم بمنزلة المهاجرين من بقية من حضر رسول الله ÷ ومنه أخذ دين الله فتابعوه وعلى السمع والطاعة بايعوه. وكتب إلى الآفاق يستنهضهم وإلى الحجاز والعراق يحرضهم، فحضر زيدية اليمن والحجاز وعدلية الأهواز ومعتدلة خراسان وشيعة طبرستان.
  وتوافقنا للقتال، وسوينا الميمنة والميسرة والقلب، ووقفت في القلب أرابط القلب في لجب الجيش، وبين يدي راية سوداء وهي راية أبي سفيان،