فصل
  أنتم فقبلتم احسن قبول وصنفتم فيه التصانيف ورويتم فيه الأحاديث ووضعتم فيه الأسانيد، وفصلتم عضواًَ عضواَ وجعلتم لكل عضو بابا ودونتم في كل بابِ كتاباَ وسميتموها مذاهب السنة والجماعة.
  فسُئل شيخنا الهليجي عن قوله تعالى: {لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ}[الشورى: ١١] ما معناه مع قولك إنه جسم ذو أبعاض وأعضاء؟ فقال: هذا لا معنى له!
  وسُئل أحمد بن العباس عن قوله تعالى: {وَإِنَّ لَهُ عِندَنا لَزُلفى}[ص: ٢٥]، قال: هو الدنو. وكان يقول بالمؤانسة والمجالسة والمحادثة والخلوة.
  وسئل بعضهم عن قوله تعالى: {عِندَ مَليكٍ مُقتَدِرٍ}[القمر: ٥٥] فقال: يقعده معه على سريره ويعلفه بيده.
  وسأل بعضهم معاذ العنبري: أله وجه؟ قال: نعم. قلت: فعين؟ قال: نعم، حتى عددت جميع الأعضاء من أنف وأذن وصدر وبطن وهو يقول نعم، فاستحييت أن اذكر الفرج فأوميت بيدي إلى فرجي، فقال: نعم!