رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

فصل

صفحة 52 - الجزء 1

  يعرف أبا الهذيل. قال أبو الهذيل: أريد أن أسالك شيئاً وأتعلّم منك. فقال: سل. فقال: أخبرني عن طفل بلغ فوقع في قلبه أنّ الله واحد، من أوقع ذلك في قلبه؟ فقال: الله. فقال: أوقع في قلبه الحقّ وصدّقه في ما ألقاه؟ قال: نعم. قال: وآخر بلغ ووقع في قلبه أن الله ثالث ثلاثة، من أوقع ذلك في قلبه؟ قال: الله. قال: فألقى إليه الحقّ وصدّقه في ما ألقاه؟ فسكت مكنف. فقال له جعفر: ياحمار! هاذا أبو الهذيل.

  ودعى مجبر مجوسياً إلى الأسلام، فقال: الأمر ليس إليّ. فقال: ضدقت! ومضى.

  وحضر غلام عبدالله بن داود - وكان مجبراً - مجلساً، فقرأ قاراء {ما مَنَعَكَ أَن تَسجُدَ}⁣[ص: ٧٥]، قال: هو الله منعه، ولو قال إبليس ذلك كان صادقاً، وقد اخطأ إبليس الحجّة، ولو كنت حاضراً لقلت: أنت منعته. فقال معتزليّ من طرف المجلس: بعداّ لك وسحقاً! اتحتجّ لإبليس ولم تحتجّ لنفسك؟ فانقطع. فقرأ قاراء {وَإِنَّ عَلَيكَ لَعنَتي إِلى يَومِ