فصل
  يعرف أبا الهذيل. قال أبو الهذيل: أريد أن أسالك شيئاً وأتعلّم منك. فقال: سل. فقال: أخبرني عن طفل بلغ فوقع في قلبه أنّ الله واحد، من أوقع ذلك في قلبه؟ فقال: الله. فقال: أوقع في قلبه الحقّ وصدّقه في ما ألقاه؟ قال: نعم. قال: وآخر بلغ ووقع في قلبه أن الله ثالث ثلاثة، من أوقع ذلك في قلبه؟ قال: الله. قال: فألقى إليه الحقّ وصدّقه في ما ألقاه؟ فسكت مكنف. فقال له جعفر: ياحمار! هاذا أبو الهذيل.
  ودعى مجبر مجوسياً إلى الأسلام، فقال: الأمر ليس إليّ. فقال: ضدقت! ومضى.
  وحضر غلام عبدالله بن داود - وكان مجبراً - مجلساً، فقرأ قاراء {ما مَنَعَكَ أَن تَسجُدَ}[ص: ٧٥]، قال: هو الله منعه، ولو قال إبليس ذلك كان صادقاً، وقد اخطأ إبليس الحجّة، ولو كنت حاضراً لقلت: أنت منعته. فقال معتزليّ من طرف المجلس: بعداّ لك وسحقاً! اتحتجّ لإبليس ولم تحتجّ لنفسك؟ فانقطع. فقرأ قاراء {وَإِنَّ عَلَيكَ لَعنَتي إِلى يَومِ