الباب السابع في الإرادة و الكراهة
صفحة 96
- الجزء 1
  وقال: إلى متى تكذب على الله وعلى رسوله وكتابه وتضعه في غير موضعه؟ كأن هذا نزل برغم النبي ÷ فصفعوه وأخرجوه.
  وجاء نصراني إلى رجل معتزلي وقال: أريد أن أسلم على يديك فقد عرفت الحق. قال: وكيف ذلك؟ قال: اختلفت إلى رجل أداوي عينه فقال لي يوماً: قد وجب علي حقّك وأريد أن أنصحك، قلت: ما ذاك؟ قال: أسلم، قلت: تريد نصيحتي وإسلامي؟ قال: نعم، قلت: فالله يريد نصيحتي وإسلامي؟ قال: لا، قلت: فأيهما أحقّ، أن أعبد وأشكر من يريد نصيحتي وإسلامي أو من لم يرده، فانقطع، فعلمت أن القوم ليسوا على شيء. فأسلم وحسن إسلامه ... فقال العدلي: صدقت فإن في زعم المجبرة أنه تعالى يريد فساد الخلق وأنه خلق فيهم الكفر ثم يعذبهم، فمن أراد صلاحهم فهو المنعم الذي يجب شكره. ومن كان هذا بناء مذهبه كفى به خزياً.