فصل
  بالك؟ فقال: وقعت مصيبة عظيمة! قال: وما هي؟ قال: مات القرآن! قال: كيف وكيف؟ قال: إذا كان مخلوقاً جاز أن يموت. قال: ليس هو حياً حتى يموت، إنما هو كلام. فانقطع.
  وقيل لمجبر: القرآن معجز؟ قال: نعم. قال: فمن شرط المعجز أن يكون عقيب الدعوى ويختص بالمدّعي، والقديم لا يختص. فسكت. وسأل عدلي مجبراً: هل يقدر الله أن يكلم أحداً؟ فقال: لا، لأن الكلام ليس بمقدور له. فقال: هو أضعف من العباد؟ فقال: بل هو أقدر. فقال: قد قلت إن الكلام ليس بمقدور له. فانقطع.
  وحكى بعض مشايخ المجبرة أن إبراهيم الخواص رأى رجلاً مصروعاً فأذَّن في أذنه، فناداه الشيطان من جوفه: دعني أقتله فإنه يقول القرآن مخلوق. فقال معتزلي: إن كان الشيطان يقدر على القتل فهلاّ قتل جماعة المعتزلة، ولكن الحمد لله حيث لم نوافق الشيطان ووافقتموه أنتم. فانقطع.