فصل
  من عمر وبايع أبا بكر يوم البيعة ورضي في الشورى بعثمان، ولذلك أمسك عن القتال وعن سوء المقال، و كان يشاورهم ويشاورونه ويصلي بصلاتهم حيث يصلون وما نقض شيئاً من أحكامهم في أيامه ولا اعترض على أمر من أمورهم، ولذلك أمر عمر علياً بغسله ودفنه وبعث إليه عثمان يستنصره ويستسقيه، فكل ذلك يدل على الموافقة. وذكروا أن كل واحد من المذهبين غلو وتقصير، وأن الحق في ما بين ذلك وهو الجمع بين موالاتهم.
  رووا في فضل أهل البيت آيات وأخباراً وآثاراً، كقوله تعالى: {قُل لا أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجرًا إِلَّا المَوَدَّةَ فِي القُربى}[الشورى: ٢٣]، وكقوله في مدحهم في [سورة] هل أتى: {وَيُطعِمونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسكينًا وَيَتيمًا وَأَسيرًا}[الإنسان: ٨] وكقوله: {وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَهُم راكِعونَ ٥٥ وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسولَهُ وَالَّذينَ آمَنوا فَإِنَّ حِزبَ اللَّهِ هُمُ الغالِبونَ ٥٦}[المائدة: ٥٥ - ٥٦] وحزب الله هم أهل بيت رسول الله، وكقوله ÷: علي مني وأنا منه، وكقوله: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، وكقوله: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، وكقوله: حبك إيمان وبغضك