الباب الثالث عشر في ذكر السلف
صفحة 125
- الجزء 1
الباب الثالث عشر في ذكر السلف
  اجتمعتُ أنا وجماعة من مشايخنا مع المعتزلة، فجرى ذكر المذاهب فذكر معتزلي أن لهم من الإسناد في المذهب ما ليس لأحد من فرق الأمة، فإن إسنادهم يتصل بواصل وعمرو، وهما أخذا من محمد بن الحنفية عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عن النبي ÷ فهل لأحد سلف كسلفنا أو خلف كخلفنا؟ وإن مذهبنا هاشمي ومذهب الجبر أموي، وإنا سُمِّينا بالموحدة العدلية ولُقبنا بالمعتزلة كما لُقب إبراهيم # حين قال: {وَأَعتَزِلُكُم وَما تَدعونَ مِن دونِ اللَّهِ}[مريم: ٤٨]، وعن النبي ÷ قال: «من اعتزل الشر سقط في الخير». وما ورد اسم الاعتزال إلاّ في الاعتزال عن الشر، فلما اعتزلنا جميع البدع والضلالة لزمنا الطريقة المستقيمة لُقبنا بذلك. والحمدلله الذي هدانا لهذا وعصمنا في ديننا ودنيانا.