الباب الخامس عشر في ذكر المذاهب
الباب الخامس عشر في ذكر المذاهب
  حضرت مجلساً حضره جماعة من المعتزلة والمجبرة وجرى ذكر المذاهب. فقال رجل من المعتزلة: كل مذهب سوى مذهب أهل العدل فباطل مضمحل وكل كلام سوى كلامهم فهو داحض. فرمقوه بأبصارهم وقالوا: لِمَ قلت ذلك؟ قال: النحل على ضربين: قوم خارجون عن الإسلام كالدهرية والثنوية وعباد الأوثان والصابئين واليهود والنصارى والمجوس، فهم خارجون عن الملة مباينون للنحلة، أجمعت الأمة على تكفيرهم ونطق الكتاب والسنة بتضليلهم. والفرقة الثانية المنتحلون للإسلام المقرون به الذابون عنه وهم فرق الخوارج والنجارية والأشعرية والكرامية والرافضة، وهم أهل البدع. فلم يبق إلاّ واحد وهم المعتزلة أصل الحق والدين. ولهذا قال النبي ÷: «ستفترق أمتي بضعاً وسبعين فرقة أبرها وأتقاها الفئة المعتزلة»، وقال ÷ في الفرقتين الأوليين بعد أن ذكر أهل البدع: الراد عليهم كالشاهر سيفه في سبيل الله. فنحن القائمون بدين الله، الذابون عن حريم الله، الحافظون لحدود الله، المجاهدون في سبيل الله، الناصرون لأهل بيت رسول الله ÷ الخارجون مع من خرج من أولاد رسول الله، الرادون على من كذب على الله وعلى رسوله ÷