الباب الأول في ما صدر به الرسالة من الشكوى
الباب الأول في ما صدر به الرسالة من الشكوى
  أما بعد، معاشر إخواني - كثر الله عددكم أطال أمدكم - لقد علمتم وأيقنتم انه لا موافقة فوق موافقة الاعتقادات ولا مطابقة أعظم من المطابقة في الديانات، جبلت القلوب على حبها حتى يتواصل فيها الأجانب ويتقاطع عليها الأقارب، ووافقت في ذلك الشريعة الطبيعة، فوردت فيها الآيات والأخبار والنصوص والآثار ونطق به الكتاب واتفق عليه ذوو الألباب، فقال الله تعالى: {إِنَّمَا المُؤمِنونَ إِخوَةٌ}[الحجرات: ١٠] و {وَالمُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ}[التوبة: ٧١] و {المُنافِقونَ وَالمُنافِقاتُ بَعضُهُم مِن بَعضٍ}[التوبة: ٦٧].
  ورووا أن النبي ÷ قال لأبي ذر: أتدرى أي عرى الإسلام أوثق؟ قال الله ورسوله اعلم، قال: الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله.
  وقال شاعرهم:
  إن لم يكن بيننا قربى فآصرة ... في الدين اقطع فيه الوالد الولدا