فصل
فصل
  وممّا ألقيت إليكم من هذا الجنس أنّ الله تعالى يضلّ عن الدّين ويخلق الضلالة عن الحقّ المستبين ويزيّن الكفر في قلوب الكافرين ويكره إليهم الإسلام والمسلمين، فقبلتم ذلك منّي وقلتم صدقت!
  وأنكرت المعتزلة ذلك أشدّ الانكار، وقالوا: هذا يهدم الدّين ويناقض كلام ربّ العالمين، وتلوا: {وَأَضَلَّ فِرعَونُ قَومَهُ وَما هَدى}[طه: ٧٩] {وَأَضَلَّهُمُ السّامِرِيُّ}[طه: ٨٥] و {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضلَلنَ كَثيرًا مِنَ النّاسِ}[إبراهيم: ٣٦]، وقالوا: يستحيل أن يأمر بشيء ويحثّ عليه ثمّ يضلّ عنه، وينهي عن شيء ثمّ يخلقه فيه.
  وقال بعض المعتزلة لمجبر: ممّن الحقَّ؟ قال: من الله، قال: فمن الحقَّ؟ قال: الله. قال: فممّن الباطل؟ قال: من الله. قال: فمن الباطل؟ فسكت.
  واجتمع عند جعفر بن سليمان أبو الهذيل ومنكف المجبر وهو لا