فصل
فصل
  حضرت مجلساً حضره المعتزلة والمجبرة فقال بعض المجبرة: أنزل الله تعالى القرآن بعضه متشابهاً ليضلّ الناس عن الدين، ولو أراد هديهم لأنزله محكماً. فقال المعتزلي: كذبت بل أنزله الله كذلك ليدبروا آياته وليعلموا الحق ويميزوا المحكم ويردوا إليه المتشابه ليستحقوا الثواب، كما وصفهم بأنهم الراسخون في العلم وكيف يقال هذا والله تعالى يقول: {تِبيانًا لِكُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحمَةً}[النحل: ٨٩] وقال: {إِنَّ هذَا القُرآنَ يَهدي لِلَّتي هِيَ أَقوَمُ}[الإسراء: ٩] فبهت.
  وسُئل مجبر: ما تقول، القرآن مخلوق؟ قال: لا، قال: لِمَ؟ قال: لأنه لو كان مخلوقاً لكان ابن عم الخليفة، لأنهما عربيان مخلوقان، قال: فقل قصيدة امريء القيس بنت عم الخليفة، فانقطع.
  قيل لأبي مجالد: أأنت تقول القرآن مخلوق؟ قال: لا، فقيل: أتقول إنه خالق؟ قال: هو شر، قال: فإذا كان لا خالق ولا مخلوق فكيف تقول؟ وقيل لعدليّ: ما تقول في القرآن؟ قال: لا اعرف غير شيئين خالق ومخلوق، فانظروا أيهما هو.
  ودخل أحمد بن حنبل على بعض الولاة تشبّه بمصاب، فقال: ما