ولقد عناني صوتهم ... من بين مستسق وصائح

  لله در بني لوي ... أيّم منهم وناكح

  أن لم يغيروا غارة ... شعواء تجحر كل نابح

  بالمقربات المبعدا ... ت الطامحات مع الطوامح

  مرداً على جرد إلى ... أسد مكالبة كوالح

  حتى يلاقي كل قرن ... قرنة مشي المصافح

  بزهاء ألف ثم ألـ ... ـف بين ذي بدن ورامح

  فلما فرغ من إنشاد القصيدة تنفسنا الصعداء وبكينا عليهم وجرى بيننا أحاديث. فإذا معتزلي قام وقرأ: {يُريدونَ أَن يُطفِئوا نورَ اللَّهِ بِأَفواهِهِم وَيَأبَى اللَّهُ إِلّا أَن يُتِمَّ نورَهُ وَلَو كَرِهَ الكافِرونَ}⁣[التوبة: ٣٢] فكأنه ألقمهم الحجر. ثم قرأ: {هُوَ الَّذي أَرسَلَ رَسولَهُ بِالهُدى وَدينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَلَو كَرِهَ المُشرِكونَ}⁣[التوبة: ٣٣]. قلت: أخرجوه! فأخرجوه.

فصل

  اجتمع يوماً في نادٍ ناس، فجرى ذكر معاوية فمدحه بعض مشايخنا فقال: هو إمام من الأئمة. فقام معتزلي وقال: أتقول له وقد فعل وفعل .... - يعد معايبه ونحن ساكتون -، ثم أنشأ يقول: