لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل [في الآلام ونحوها]

صفحة 101 - الجزء 1

  ذهب إلى حسن الألم من الله سبحانه لحطها، وهذا بناءٌ منه على أن بعض العمد من الصغائر، وهو كذلك عند الجمهور، وأمَّا عند الإمام # فكل عمد كبيرة؛ (إذ هو) أي: الألم لحطِّ الذنوب (دَفْعُ ضررٍ كالفصد) لدفع الضرر فإنَّه حَسَنٌ (ويؤيده ما في الحديث عنه ÷: «مَنْ وُعِكَ ليلةً كَفَّرَ اللهُ عنه ذنوب سَنةٍ» أو كما قال).

  (وفي النهج: «فإنَّ الآلامَ تحطُّ الأوزارَ وتَحُتُّها كما تُحَتُّ أوراق الشجر» أو كما قال).

  (و) إمَّا (لمصلحة له) أي: للمكلف (يعلمها الله سبحانه وتعالى كما مرَّ) في غير المكلف.

  (و) إمَّا (لمجموعها) أي: مجموع ما ذُكِرَ من الاعتبار ... إلخ؛ (لجميع ما مرَّ) من الأدلة.

  (والأدلة السمعية) دالَّةٌ (على أنَّ⁣(⁣١) الألمَ في حق المؤمن لحطِّ الذنوب فقط) كما سبق ذكره (كقوله ÷: «من وُعِكَ ليلةً ...» الخبر) المتقدم (ونحوه حتى تواتر معنى) أي: تواتر معناه أنَّه لحطِّ الذنوب فأفاد العلم.

  (وكقول الوصي #: «جعل الله ما تجد من شكواك حطَّاً لسيئاتك») فإنَّ المرضَ لا أجر فيه ... (إلى قوله #: «وإنَّما الجزاء على الأعمال» أو كما قال، وهو توقيف) أي: لا مجال للنظر فيه، لأنه مما قاله الرسول عن الله ø.

  (وله) أي: للمكلف (على الصبر عليه⁣(⁣٢)) أي: على الألم (والرضا به ثوابٌ لا حصر له؛ لأنهما) أي: الصبر والرضا (عملٌ؛ لقوله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَاب}⁣[الزمر: ١٠]، وقوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعون ١٥٦ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ...} الآية) [البقرة: ١٥٦ - ١٥٧] فدلت هاتان الآيتان على أن الصبرَ والرضا عملٌ وذلك بقوله: {أَجْرَهُمْ}؛ لأنَّ الأجر لا يكون إلَّا على العمل، وبقوله: {قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ ... الآية} على الرضا، وهما من أفعال القلوب، وثوابُهما أعظم من ثواب سائر الأعمال.


(١) لفظ المتن: (أن) سقط من نسخة (ب).

(٢) لفظ المتن: (عليه) سقط من نسخة (ب).