فصل
  (و) مما يدل على إمامته # من السُّنَّة أيضاً (قوله ÷ لعلي كرم الله وجهه: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» وهذا الخبر متواتر مُجمع على صحته أيضاً) عند الموالف والمخالف(١).
  (وبيانُ الاستدلال به أنه ÷ أثبت له جميع ما لهارون من موسى إلَّا النبوَّة، ولو علم شيئاً لم يكن له لأخرجه) كما أخرج النبوة.
  (و) المعلوم أنَّ (من جملة ما لهارون من موسى الخلافة بدليل قوله تعالى: {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي}) [الأعراف: ١٤٢] أي: كن خليفتي فيهم.
  (فإن قيل: لم يعش هارون بعد موسى فلم تثبت له الخلافة بعده) أي: بعد موسى #.
  (فالجواب والله الموفق: أنه لا خلاف) بين الأُمَّة (أنه لو عاش هارون #) بعد موسى (لكانت الخلافة له) لما ذكرناه (ولأنَّه شريك موسى ª في أمره) في النبوَّة، وملك التصرُّف على الأُمة؛ (لقوله تعالى حاكياً عن موسى: {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}[طه: ٣٢] وقيام الشريك بحقه) أي: بحق نفسه (أولى من قيام غيره به).
  (و) من الأدلة على إمامته # أيضاً: (ما تواتر معنى) أي: تواتر معناه وإن لم يتواتر لفظه (من الأخبار المصرِّحة بالإمامة نحو خبر «البساط» وخبر «العمامة» وغيرهما مما لا يسعه كتابنا هذا من روايات الموالف والمخالف(٢)).
(١) رواه من أئمتنا الإمام الأعظم زيد بن علي عن آبائه $، والإمام الهادي، وأهل البيت $ مجمعون على ذلك. وأما سائر فرق الأمة فقال الإمام الحجة عبد الله بن حمزة # فيه من الكتب المشهورة عند المخالفين أربعون إسناداً من غير رواية الشيعة وأهل البيت (ع). انتهى. وقال الحاكم: هذا حديث المنزلة، أخرجة شيخنا أبو حازم الحافظ بخمسة آلاف إسناد. ورواه ابن أبي شيبة، وأحمد في مسنده، ومسلم من فوق سبع طرق، والبخاري في صحيحيهما، وأبو داود، والنسائي، والترمذي، وابن ماجة، والحاكم صاحب المستدرك، والطبري، والخطيب، والعقيلي وغيرهم. وعلى الجملة فالأمر كما قال الإمام الحجة عبد الله بن حمزة #: والخبر مما علم ضرورة. انتهى.
(٢) منها: حديث الطائر، وخبر المؤاخاة، والأخبار الدالة على عصمته، وقصة براءة، وقصة فتح خيبر، وخبر الموارثة، وغير ذلك من الأخبار الصحيحة الدالة على إمامته، ولو لم يكن إلا حديث الغدير كما مر.