لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل

صفحة 161 - الجزء 1

  (و) من الأدلة أيضاً: (قوله ÷: «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، وأبوهما خير منهما» أي: في صلاحيته # للإمامة، ولذلك) أي: ولعلمهما بأن أباهما خير منهما في صلاحيته للإمامة (لم ينازعاه في تَقدُّمه كرم الله وجهه عليهما، وهذا المعنى لا يختلف عند أهل اللسان العربي) كما يقال: فلان كريمٌ وفلان خيرٌ منه أي: في الكرم، (وهذا الخبر مُجْمَعٌ على صحته) لتلقي الأمة له بالقبول.

  قالت (العترة $ والشيعة: ولا دليل على إمامة من ذكره المخالف) لأنَّها لا تثبت لأحدٍ إلا بدليل شرعي واختيار من الشارع كما تقدم.

  وقالت (البكرية: بل النص الجلي في أبي بكر).

  (قلنا: لم يظهر هذا) النص الذي زعمتم (و) قد انعقد (الإجماع على وجوب ظهور ما تعمُّ به البلوى علماً وعملاً) والإمامة مما يعمُّ وجوب العلم والعمل بها جميع المكلفين.

  وقال (الحسن البصري: بل النص الخفي المأخوذ من الإمامة الصغرى).

  (قلنا: هي بمعزلٍ عن الإمامة الكبرى) فلا يصحُّ قياس إحداهما على الأخرى؛ (بدليل أنها تصحُّ من المماليك، وإن سُلِّمَ ففي الرواية الصحيحة أن النبي ÷ لم يأمره) بالصلاة بالناس (وإنما أمرته عائشة، وإن سُلِّم فأَمْرُ رسول الله ÷ إيَّاه أوَّلاً وعزله إيَّاه آخراً بيانٌ منه) ÷؛ (لعدم استحقاقه) للإمامة الصغرى فضلاً عن الإمامة الكبرى.

  (وقيل: بل النص في أبي بكر وعمر معاً، وهو قوله تعالى: {سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ}⁣[الفتح: ١٦] إذ الدَّاعي لهم أبو بكر إلى قتال بني حنيفة، وعمر إلى قتال فارس والروم؛ لأن الآيةَ خطابٌ للمخلفين، ولم يَدْعُهُم) أي: المخلفين (النبي ÷ بدليل قوله تعالى: {فَإِن رَّجَعَكَ اللهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا ...} الآية) [التوبة: ٨٣].

  (قلنا: بل المراد: دعوة رسول الله ÷ حين أَمَّرَ عليهم أُسامةَ بن زيد، فتخلفوا عنه) أي: عن أسامة بن زيد، وكان ذلك في مرضه ÷ (فهو) أي: النبي (الداعي لهم ولا تنافي