فصل [في التكفير والتفسيق]
  الخروج من الحَدّ) في عصيان أهل الكفر (عرفاً، فإذا جاز إطلاقه) أي: الفسق (على فعل الكبيرة فبالحريِّ ما هو دونه، وهو الكفر عرفاً) أي: الكفر في عرف اللغة وهو: الإخلال بالشكر، فثبت بذلك أن فاعل الكبيرة يُسمَّى فاسقاً وكافر نعمة.
فصل [في التكفير والتفسيق]
  (ولا إكفار ولا تفسيق إلَّا بدليلٍ سمعي؛ لأنَّ تعريف معصيتهما لم يثبت إلَّا بالسمع إجماعاً) من الأُمّة.
  (قطعيّ؛ لا استلزامهما الذمَّ والمعاداةَ، والقطعَ بتخليد صاحبهما في النار إن لم يتب، وجميع ذلك) أي: الذم والمعاداة، وخلود صاحبهما في النار (لا يجوز إلا بقاطع إجماعاً).
  قالت (العترةُ $، وصفوةُ الشيعةِ وجمهورُ المعتزلةِ وغيرُهم: ومن شبه الله تعالى بخلقه، أو نسب عصيان العباد إليه تعالى كَفَرَ؛ لعدم معرفته بالله تعالى، ولِسَبِّهِ له جل وعلا، والإجماع) من الأمة منعقد (على كفر من جَهِلَ بالله تعالى أو سَبَّهُ).
  (قديم قولي المؤيد بالله #، ومحمد بن شبيب، والملاحمية: وغيرهم) فهؤلاء قالوا: (المجبرة عصاة وليسوا بكفار) ورُوي أنه صح عن المؤيد بالله # القول بتكفيرهم.
  (لنا: ما مرَّ) من أنهم جهلوا بالله وسبُّوهُ، (و) لنا أيضاً (قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِين}) [الزمر: ٣٣] وهذا نص في تسميتهم بذلك، (فقد افترت المجبرة على الله الكذب، حيث نسبت عصيان العباد إليه تعالى) ونزهت أنفسها والشيطان عن ذلك، (وكذَّبَتْ هي والُمشبِّهَةُ بالصدق؛ لأنّ الله تعالى يقول: {وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ}[الزمر: ٧] والمجبرة تقول: بل رَضِيَهُ).
  (ويقول تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى: ١١] والمجسمة يقولون: بل هو كالأجسام، فسمَّاهم الله تعالى في آخر الآية كافرين) حيث قال: {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِين}.
  (و) لنا أيضاً (الإجماع على أنَّ من رَدَّ آيةً) من كتاب الله (فهو كافر).