لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل [في ذكر شفاعة النبي ÷]

صفحة 198 - الجزء 1

  خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذ}⁣[هود: ١٠٨]، إذ لا خلاف أن المراد بالاستثناء) في حقهم هو (قبل دخول الجنة) وهو وقت وقوفهم في المحشر، وعلى هذا يكون المراد بالاستثناء في حق الأشقياء، مثل الاستثناء في حق أهل الجنة، (والفرق) بين الاستثناءين (تحكُّمٌ) أي: مجرد دعوى للفرق بلا دليل، بل قد دلَّ الدليلُ القاطع من صرائح الآيات على خلود أهل النار كما تقدم.

  (ولصريح قوله تعالى: {وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّار}⁣[البقرة: ١٦٧]، وقوله تعالى: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُون}) [الزخرف: ٧٧] أي: خالدون لا سبيل لكم إلى الموت.

  (قالوا) أي: المرجئة: (وَرَدَتْ أحاديثٌ بأنها) أي: شفاعة النبي (لأهل الكبائر) من أُمَّتِهِ.

  (قلنا: يجب طرحها؛ لإجماع الصحابة على رفض معارِض القرآن مما رُوي من الأخبار) أو تأويلها إن أمكن على ما يُوافق مُحكم القرآن، (و) أيضاً يجب طرحها (لقدح في مُتَحَمِّلِيْهَا) أي: في رواتها، (ولمعارضتها الصحيح من الأخبار، نحو قوله ÷: «صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي لعنهما الله على لسان سبعين نبياً ..» الخبر، وقوله ÷: «لا يدخل الجنة قَتَّات») أي: نمَّام وكذَّاب (وقوله ÷: «لا يدخل الجنةَ صاحبُ مَكْسٍ،⁣(⁣١) ولا مدمن خمر، ولا مؤمن بسحر، ولا قاطع رحم، ولا منان» وقوله ÷ «لا يدخل الجنة بخيل») وذلك أن البخل يحمل صاحبه على ترك الإنفاق فيما يجب من إخراج الزكاة، والإنفاق على الأهل والأولاد (إلى غير ذلك) من الأخبار المُصرحة بنفي الشفاعة لأهل الكبائر.


(١) المكس: الجباية، قال ابن الأعرابي المكس: درهم كان يأخذهُ المصدقُ بعد فراغه. تمت لسان العرب.