فصل [في ذكر عذاب القبر]
فصل [في ذكر عذاب القبر]
  قال (أئمتنا $ والجمهور) من المعتزلة وغيرهم: (وعذاب القبر ثابت) لأهل النار، (خلافاً لقديم قولي أحمد بن سليمان #)(١) فإنه نفاه في حقائق المعرفة، وأثبته في الحكمة الدرية، (و) كذلك خالف فيه (الموسوي ويحيى بن كامل).
  (لنا: أخبار صحيحة) وردت عن النبي ÷، منها: قوله ÷: «القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار»، وقوله ÷: «لولا أخشى أن لا تدافنوا لسألت الله أن يُسمعكم عذاب القبر»، ومنها: ما رواه ابن مسعود أن النبي ÷ «كان يتعوذ من عذاب القبر»، وفي المجموع بسنده عن علي # «وعذاب القبر من ثلاثة: من البول، والدَّين والنميمة»، وغير ذلك.
  (ويجوز دخول الملَكَيْنِ القبر للسؤال، خلافاً للبُستي وضرار) وهو بناءٌ على نفي عذاب القبر.
  (لنا) على جوازه: (الأخبار) الواردة في ذلك، (ولا مانع) من قبولها، منها: ما رُوي في أمالي المرشد بالله بسند صحيح عن النبي ÷: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ}[إبراهيم: ٢٧] قال: «عند مسألة منكر ونكير في القبر»، ورُوي أيضاً مثل ذلك عن علي بن الحسين، وزيد بن علي $.
  ومن كلام علي #: «... أُقعد في حفرته نجياً لبهتة السؤال وعثرة الامتحان» وغير ذلك.
  وعلى الجملة فإنه لا خلاف في عذاب القبر عند أئمتنا $ ولا عند غيرهم، وإنَّما الخلاف في كيفيته ووقته، فلا ينبغي التشكيك في حصوله، لاتفاق الأمة وإجماع أئمتنا $ على ذلك.
(١) قال في الحقائق: والخلاف في إحيائه في القبر وإماتته ميتة ثانية.
فأمَّا عذاب القبر للعاصين فنقول به ونُصدِّق به وقد ورد في ذلك أخبار عن النبي ÷ ولم يأت في وقته أثر، والله أعلم. ونحسب أنه عند بعثه، والله أعلم». والمُعوَّلُ عليه عندنا: أنه يُعذَّبُ عند بعثه ونشره. تمت من حقائق المعرفة.