فصل [في ذكر الصور]
فصل [في ذكر الصور]
  قال (الهادي #: والصُّورُ) الذي ذكره الله في القرآن (المراد به كل الصُّوَرِ) أي: أنه جَمْعٌ لكل الصور، وأن المراد بقوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} أي: صُوَرِ الأموات، - ينفخ الله فيها الروح، ويحييها للحساب والجزاء يوم القيامة.
  وقال الهادي أيضاً في كلام طويل: «والصُّورُ جَمْعُ الصُّورَةِ، والعرب تقول: صُورَةٌ وصُوْرَتَانِ وصُوَرٌ، ثم تَجْمَعُ الصُّوَرَ فيكون جمعها: صُوْراً، فهذا معنى الصُّور».
  والنفخ في الصور نفختان: الأولى ينفخ الله فيها لإفنائها، والثانية: لإحيائها للحساب والجزاء.
  قال #: (قلت: وله) أي: للصُّور على هذا الوزن، وكونه جمعاً لصورة (نظائرٌ) من ألفاظ العرب مثل (النُّقْب) فإنه (جمعٌ لنُقْبَة) وهي الموضع المُحْتَفِر في جلد البعير ونحوه (من الجَرَبِ، قال الشاعر:
  .............. ... يَضَعُ الِهنَاءَ مَوَاضِعَ النُّقْبِ)
  والهنَاءُ: القَطِرَانُ.
  ولا يجوز أن يكون النُّقْبُ هنا مفرداً؛ لأنه قال مواضع فهو جمع نقبة.
  (و) كذلك (الصوف: جمعُ صوفة، والعطب: جمع عطبة، والقطن: جمع قطنة، والبُسر: جمع بُسْرَة) ونحو ذلك مما مُيِّز وَاحِدُهُ بالتّاء.
  (وعلى الجملة أن محققي علماء العربية أجمعوا على أن ذلك قياس) في لغة العرب (فيما عدا صِنْعَة البشر من نحو بُرْمَةٍ) المصنوعة للبشر، فإنه ليس بقياسٍ جَمْعُهُ على فُعْلٍ(١).
  (وقيل: بل الصُّور مجاز) عن صوت يُحدثه الله تعالى لإفزاع الخلائق وإماتتهم وإحيائهم.
  وقالت (الحشوية وغيرهم: بل) الصور (قرن) كهيئة البوق (قد التقمه إسرافيل #) لينفخ فيه متى أُمِرَ بذلك، فهو باقٍ على معناه اللُّغوي.
  (قلنا: لا دليل عليه من القرآن، ولا ثقة بأخبار الحشوية؛ حيثُ لم يروه غيرهم ).
(١) وقد حكى نجم الدين في شرحه عن الفرّاء: أن كل ما له واحدٌ من تركيبة سواءٌ كان اسم جمع: كبَاقرٍ ورَكْبٍ، أو اسم جنس: كتمرٍ، وبُسرٍ فهو جمعٌ وإلَّا فلا. تمت من كتاب عدة الأكياس.