تمهيد [في الحقيقة والمجاز]
تمهيد [في الحقيقة والمجاز]
  أي: هذا تمهيدٌ من المؤلف #: لمعرفة بيان ما يجوز إطلاقه على الله تعالى من الأسماء والصفات بطريق الحقيقة أو المجاز وما لا يجوز؛ لهذا قال #:
  (اعلم أن مِنْ أقسام الاسم الحقيقة والمجاز).
  (فالحقيقةُ لغة) أي: في لغة العرب هي: (الرَّايةُ، ونفسُ الشيء).
  (واصطلاحاً: اللفظ المستعمل فيما وُضع له في اصطلاحٍ) وقع (به التخاطب).
  (وتنقسم) الحقيقة (إلى):
  · (لُغوية) أي: حقيقة في أصل لغة العرب (كأسد للسبع) المفترس المخصوص.
  · (و) إلى حقيقة (عرفية) وهي ما نقل عما وضع له في أصل اللغة إلى معنى آخر بالعرف، وهي إمَّا (عامة، وهي: التي لا يتعين ناقلها) عن أصل وضعها إلى المعنى الآخر (كقارورة) للإناء المصنوع من الزجاج بعد أن كانت في أصل اللغة اسماً لكل ما يستقر فيه الشيء، ولم يتعين من نقل معناها من أصل اللغة إلى عرفها.
  (و) إمَّا (خاصة، وهي: التي يتعين ناقلها كالكلام لهذا الفن) أي: لأُصول الدين، بعد أن كان في أصل اللغة لِلَّفْظِ المركب، وناقله متعين، وهم أهل علم أصول الدين.
  · (و) تنقسم الحقيقة أيضاً إلى (شرعية) وهي ما نقله الشارع من معناه اللُغوي إلى معنى شرعي، وهي نوعان: دينية: إن نقلت إلى أُصول الدين كالإيمان، وفرعية: إن نقلت إلى فروعة وذلك (كالصلاة) فإنها في أصل اللغة للدعاء وقد نقلها الشارع إلى العبادة المخصوصة.
  (وهي) أي: الشرعية (ممكنة عقلاً) أي: يحكم العقل بإمكان وقوعها.
  (واختلف في وقوعها:).
  (فقال أئمتنا $ والجمهور: وهي واقعةٌ بالنقل عن معانيها اللُّغوية إلى معانٍ مخترعة شرعية كالصلاة) كانت في أصل اللغة للدعاء ثم نقلت إلى العبادة المخصوصة كما سبق ذكره، فإذا أطلق لفظ الصلاة لم يُفهم منها إلا ذلك دون الدعاء.