تقديم
  فتوكلتُ على الله واستعنتُ به على صفه وإظهاره إلى حيز الوجود؛ لينفعَ اللهُ به العبادَ، ويستفيدَ منه الطلاب ولكن لا ندري هل ستُسعدُنا الأيامُ حتى إكمال إخراجه للناس أم نلقى الله قبل ذلك، كل ذلك في علم الله؛ إلَّا أن أملنا في الله عظيم، ورجائنا به كبير، أن يحققَ الأمل، ويصلح العمل، ويكتب له النجاح والتوفيق، وأن يُثمِّر هذا العمل والجهد المبذول، إذ يقول سبحانه: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} ويقول {إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}.
  لذلك ... أرجو من الإخوان الكرام من رأى عيباً أو نقصاً في ذلك فليعيننا على إصلاحه، فجلّ من لا عيب فيه وعلا، ولا يكاد يخلو من النقص والغلط سوى كتاب الملك المعبود، وما أشبهني أن أتحلى بقول القائل:
  وإن تجد عيباً فسد الخلل ... فجلّ من لا عيب فيه وعلا.
  مع أنَّي بفضل الله وعونه لم آل جهداً في تحصيل ذلك ابتغاء مرضاة الله وثوابه، وخدمة للعلم وحملته المخلصين، فقد بذلتُ الوسعَ لإفادتهم، وتسهيل فهمه عليهم، بل أنفس أوقاتي، وسهرتُ ليالٍ وأيام في ذلك؛ حيثُ احتاج إلى وقت كبير جداً حوالي أكثر من سنة، ثم نقلته بخط يدي في دفترين فاستغرق ضعفي ذلك الوقت، مع حصول بعض الشواغل، وتلخيص بعض الدروس بشكل يومي، ناهيك عن الظروف الحاصلة، ومع كل ذلك، نحمد الله على العون والتوفيق، ونسأله القبول لهذا العمل وأن يجعله في الأعمال المقبولة والذخائر المحمودة، والآثار المكتوبة، وأن ينفعَ به كما نفع بأصله، وأن يجزي والدنا المؤلف عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، ويرضا عنه أحسن الرضا، ويرفع مقامه في أعلا الدرجات، فقد أفاد الأمة بهذا الكتاب العظيم الذي هو من أعظم كتب الأصول نفعا، وأجلها عند الله شأنا، ومن أجل ذلك لقي المتاعب حيث كان يكتبه وهو في غربته على لوح فإذا ما تَمَّ له حفظه ثم يمسحه ليكتب غيره.
  فاحرص أيها القارئ الكريم ... على عظيم فوائده، ودرر نفائسه التي جمعها المؤلف #، وهو كما قال #: وحرزاً نفيساً من نفائس نثره ... كما مرَّ، فالفضل بعد الله للمؤلف #، وأسلافنا الأخيار ¤ أجمعين، وإنّما أدلوت بدلوي معهم [بتوضيح معاني تلك