لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل [في الدلالة على أن الله عدل حكيم]

صفحة 98 - الجزء 1

فصل [في الدلالة على أن الله عدل حكيم]

  قالت (العدلية: والله تعالى عدلٌ حكيمٌ) لفظاً ومعنى (لا يُثيب أحداً إلَّا بعمله، ولا يعاقبه إلَّا بذنبه).

  وقالت (المجبرة: بل) الله سبحانه عدل حكيم لفظاً لا معنى؛ لأنه (يجوز أن يُعذبَ الأنبياء ويُثيب الأشقياء).

  (قلنا) رداً على المجبرة: (من أهان وليَّه، وأعزَّ عدوَّه فلا شك في سخافته) أي: نقصه وقلَّة عقله، (والله سبحانه يتعالى عن ذلك) وعن كل صفة نقص.

  (وأيضاً ذلك) الذي افترته المجبرة على الله سبحانه (شكٌ في آيات الوعد والوعيد، والله سبحانه يقول: {لاَ رَيْبَ فِيهِ} فهو رَدٌّ لهذه الآية) وردُّها كفرٌ لا يجوز.

  (وقال قومٌ) من المجبرة والحشوية: (يُعذب الله أطفالَ المشركين؛ لفعل آبائهم القبائح).

  (قلنا: ذلك ظلمٌ قال تعالى: {وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}⁣[الكهف: ٤٩]، وقال تعالى: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}) [الأنعام: ١٦٤] وغير ذلك من الآيات.

فصل [في بيان الحكمة من خلق المكلفين]

  (والله تعالى مُتفَضِّلٌ بإيجاد الخلق مع إظهار الحكمة) أي: إظهار كون فعله تعالى حكمة.

  قالت (العدلية: خَلَقَ الله المُكلَّفَ لِيُعَرِّضَهُ على الخير) وهو الفوز بجزيل الثواب، ورفيع الدرجات في جنات النعيم، وهذا من النفع الذي لا نفع أعظم منه، ولا منزلة أعلى منها.

  وقالت (المجبرة: بل) خَلقَهُ (للجنَّة أو النَّار) أي: ليُدخل بعضهم الجنة، وبعضهم النار.

  (لنا قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُون} الآية) [الذاريات: ٥٦] أي: ليعبدوني ويطيعوني.

  (وإلزامه تعالى لهم عبادَتَه عَرْضٌ على الخير الذي هو الفوز بالجنة والنجاة من النار) فإذا كان كذلك وكانت عبادتهم اليسيرة سبباً للفوز بنعيم الله الدائم، فهذا تفضل لا أعظم منه