مناظرة مع ملحد،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[توحيد الخالق]

صفحة 304 - الجزء 1

  هذا في الطفولية، ويرد هذا إلى أرذل العمر، وينكس هذا في الخلق. إذ يعمر؛ إن هذا لعمري لعكس العقول.

  قال الملحد: لو لزمهم ذلك، للزمك حين زعمت: أن الله علة كون الأشياء وفسادها، مثل ما ألزمت خصومك.

  قال القاسم #: ولا سواء! وذلك أنا لا نزعم أن الله علة كون الأشياء وفسادها، بل نزعم: إن الله تعالى هو الذي كون الشيء، وأفسده من غير ما اضطرار. والدليل على أن الله ø ليس بعلة فعله ذلك؛ أنّ أفعاله مختلفة الأحوال، منتقلة الصفات. فلو كان هو العلة لما زال شيء عن صفته، لأنه عز ذكره قديم، والقديم لو كان علة شيء، لم يزل معلوله، كما لم يزل هو في ذاته، وزوال الأشياء عن صفاتها يدل على أن الله ø ليس بعلة ولا معلول.

  فقال الملحد حينئذ: بارك الله فيك، وفي من ولدك، فقد أوضحت ما كان ملتبسا عليّ؛ وإني سائلك عن غيرها، فإن أجبتني عنها كما أجبت أسلمت.

  قال القاسم #: إن أسلمت فخير لك، وإن أصررت فلن يضر الله إصرارك! سل عما بدا لك.

[توحيد الخالق]

  قال الملحد: ما الدلالة على أن صانع العالم واحد؟

  قال القاسم #: لأنه لو كان أكثر من واحد، لم يخل من أن يكون كل واحد من الصانعين حيا، قادرا. أو ليس كذلك؟! فإذا كان كل واحد منهما حيا