(د) [هيكل العام الدراسة]
  قال الشهاب الخفاجي صاحب «ريحانة الألبا»: «أنا وان لم أره، فهو لقرب عهده سمعت خبره ... أنجبته أم الفضل كريم الحسب سعيدا»، فأبى أن يكون على الفضائل إلا مأمونا ورشيدا. وله رايات فضل عليّة، تعمّمت الأقلام بسواد أنفاسها العباسية، وكتائب ثناء تعطرت الكتب بنفحاته القدسية ...
  وإذا أردت مديح قوم لم ثمن ... في مدحهم فامدح بني العباس
  فنسبه ناهيك به من نسب، وعرف معارفه إذا ... رآه الروض نادى عليه: أصبح الورد عجب
  ابن عم النبي واللابس الفخرين من نوره ومن برهانه(١)
  اشتغل بالحديث والتفسير حيث كانت له يد طولى وسند عال في علم الحديث، وعني بالأدب حيث معرفته التامة بالتواريخ والمحاضرات والقصائد العربية.
  سافر إلى بلاد الروم مرتين، أولاها رسولا من قبل السلطان الغوري في زمن السلطان بايزيد خان حيث أهداه شرح البخاري فأعطاه السلطان جائزة مجزية وأعطاه مدرسة في القسطنطينية ليقرئ فيها الحديث فلم يرض العباسي وعاد إلى مصر. وثانيها بعد انقراض دولة الغوري فترة حكم العثمانيين على مصر وعين له كل يوم خمسين درهما وهذه المرة أقام بالقسطنطينية إلى أن توفي.
(١) ريحانة الألبا - شهاب الدين الخفاجي ج ٢ ص ٦٠.