المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

* [الثالث] مصطلحات علم البيان

صفحة 149 - الجزء 1

  «جعل المطر بكاء من السحاب على طريق» الاستعارة «وتسمية الشيء باسم غيره إذا قام مقامه»⁣(⁣١).

  والاستعارة عند العسكري نقل العبارة عن موضع استعمالها في أصل اللغة إلى غيره لغرض⁣(⁣٢) وينقل ابن رشيق تعريفات القاضي الجرجاني وابن وكيع وابن جني والرماني، حيث يقول: «أفضل المجاز وأول أبواب البديع وليس في حلي الشعر أعجب منها. وهي من محاسن الكلام إذا وقعت موقعها ونزلت موضعها والناس مختلفون فيها - منهم من يستعير للشيء ما ليس منه ولا إليه ومنهم من يخرجها مخرج التشبيه»⁣(⁣٣).

  وقال عنها القزويني: «الاستعارة هي ما كانت علاقته تشبيه معناه بما وضع له، وقد تقيد بالتحقيقية لتحقق معناها حسا أو عقلا، أي التي تتناول أمرا معلوما يمكن أن ينص عليه ويشار إليه إشارة حسية أو عقلية، فيقال أن اللفظ نقل من مسماه الأصلي فجعل اسما له على سبيل الإعارة للمبالغة في التشبيه⁣(⁣٤).

  ويأتي العباسي في كتابه «معاهد التنصيص» ليخرج لنا هذا اللون البديعي حسب مفهومه هو وحسب طريقته التي أقام عليها كتابه وتتلخص هذه الطريقة كما سنلاحظ لاحقا بما يلي:


(١) انظر «البيان والتبيين» ج ١/ ١٥٣ وانظر كذلك معجم البلاغة العربية ج ٢ ص ٥٩٠ ومعجم المصطلحات البلاغية ج ١ ص ١٣٦.

(٢) كتاب الصناعتين ص ٢٩٥ / تحقيق مفيد قميحة - بيروت - دار الكتاب / ط ٢ ١٩٨٩.

(٣) العمدة / ابن رشيق ج ١ ص ٤٦٠ / نسخة تحقيق محمد قرقزان / دار المعرفة - بيروت ط ١ ١٩٨٨.

(٤) التلخيص ص ٣٠٠.