المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

* الكناية

صفحة 158 - الجزء 1

  من المعنى البلاغي كما في قوله تعالى: {نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} فهو كناية وتشبيه، وفي قوله تعالى: {أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ} الكناية عن الغشيان⁣(⁣١).

  ويذكرها الجاحظ مع التعريض حيث لا يعملان في العقول عمل الإفصاح والكشف ويربطها بالوحي باللخط ودلالة الإشارة⁣(⁣٢)، وذكر ابن المعتز فنا من محاسن الكلام هو «التعريض والكناية» ولكنه لم يعرفهما وأدخل فيهما ما سمي لغزا⁣(⁣٣).

  وذكر قدامة فنا سماه الإشارة وهو أن يكون اللفظ القليل مشتملا على معان كثيرة بإيحاء إليها أو لمحة تدل عليها كما قال بعضهم وقد وصف البلاغة هي لمحة دالة⁣(⁣٤)، ويخلط العسكري مصطلحا الكناية والتعريض⁣(⁣٥).

  وقال المصري: «هي أن يعبر المتكلم عن المعنى القبيح باللفظ الحسن وعن الفاحش بالطاهر»⁣(⁣٦)، وقال المدني: «هي ترك التصريح بذكر الشيء إلى ذكر لازمه المساوي لينتقل الذهن منه إلى الملزوم المطوي ذكره»⁣(⁣٧).


(١) انظر مجاز القرآن الكريم ج ٢ ص ٧٣، ج ١ ص ١٥٥ / تحقيق د. محمد فؤاد شركين - القاهرة ١٩٥٤.

(٢) انظر البديع ص ٦٤ / طبعة كراتشكوفسكي - لندن ١٩٣٥.

(٣) انظر البديع ص ٦٤ / طبعة كراتشكوفسكي - لندن ١٩٣٥.

(٤) نقد الشعر ص ١٧٨ / تحقيق كمال مصطفى - القاهرة ١٩٦٣.

(٥) كتاب الصناعتين / ص ٤٧ نسخة مفيد قميحة.

(٦) تحرير التجبير ص ١٤٣ / تحقيق حنفي محمد شرف القاهرة ١٣٨٣ هـ.

(٧) أنوار الربيع ج ٥ ص ٣٠٩ / علي صدر الدين المدني / تحقيق شاكر هادي شكر - النجف الأشرف ١٩٦٨.