المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

[أ.] رابعا: شواهد علم البديع:

صفحة 171 - الجزء 1

[أ.] رابعا: شواهد علم البديع:

  بدع الشيء يبدعه بدعا وابتدعه: أنشأه وبدأه، وابتدعت الشيء إخترعته لا على مثال، والبديع والمبدع من أسماء اللّه تعالى لإبداعه الأشياء وإحداثه إياها وهو البديع الأول قبل كل شيء والبديع الجديد⁣(⁣١)، والجاحظ ذكر أن مصطلح البديع قد أطلقه الرواة على المستطرف الجديد من الفنون الشعرية، وعلى بعض الصور البيانية التي يأتي بها الشعراء في أشعارهم فتزيدها جمالا، يقول معلقا على بيت الأشهب بن رميلة:

  هم ساعد الدهر الذي يتقى به ... وما خير كف لا تنوء بساعد

  «هم ساعد الدهر» إنما هو مثل، وهذا الذي تسميه الرواة البديع»⁣(⁣٢).

  ولعل مسلم بن الوليد أول من أطلق هذا المصطلح حيث يقول صاحب الأغاني «وهو فيما زعموا أول من قال الشعر المعروف بالبديع، وهو لقب هذا الجنس البديع واللطيف وتبعه فيه جماعة وأشهرهم فيه أبو تمام الطائي فإنه جعل شعره كله مذهبا واحدا فيه»⁣(⁣٣).

  وإذا أردنا نظرة تاريخية حول هذا المصطلح لوجدنا الجاحظ من أوائل الذين اعتنوا به وبصوره حيث أطلق على فنون البلاغة المختلفة، ولعل تعليقه السابق على بيت الأشهب يوضح اتجاهه حيث تسميته


(١) مادة (بدع) لسان العرب ج ٢ - ص ١١٣٨.

(٢) البيان والتبيين ج ٤ - ص ٥٥.

(٣) الأغاني - أبو الفرج الأصفهاني - دار الكتب المصرية - القاهرة - تحقيق علي البجاوي - ١٩٧٠ م - ج ١٩ ص ٣١.