المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

[أ.] رابعا: شواهد علم البديع:

صفحة 172 - الجزء 1

  للاستعارة بديعا. ثم جاء ابن المعتز ليجعل للبديع خمسة فنون هي:

  الاستعارة والتجنيس، والمطابقة ورد أعجاز الكلام على ما تقدمها، والمذهب الكلامي. ويذكر بعد ذلك ثلاثة عشر فنا سماها: «محاسن الكلام والشعر» وهي: الالتفات - والاعتراض والرجوع - حسن الخروج - وتأكيد المدح بما يشبه الذم وتجاهل العارف والهزل الذي يراد به الجد وحسن التضمين، والتعريض والكناية - والإفراط في الصفة - وحسن التشبيه - وإعنات الشاعر نفسه في القوافي - وحسن الابتداءات. ويعاصر قدامة ابن المعتز ويضيف على البديع فنونا جديدة كالتقسيم والترصيع والمقابلات، والتفسير، والمساواة، والإشارة، ويسميها محاسن كلام ونعوته، ويأتي بعد ذلك العسكري ليجعل البديع في الباب التاسع من كتابه ضمن خمسة وثلاثين فنا بزيادة سبعة فنون هي: «التشطير - المجاورة - التطريز - المضاعفة - الاستشهاد - التلطف - المشتق» ويستمر التقسيم والزيادة على هذه الأعداد في كتب البلاغيين اللاحقين من مثل الباقلاني وابن رشيق الذي فرق بين المخترع والبديع - وعبد القاهر الجرجاني الذي يطلق اسم البديع على فنون البلاغة المختلفة ونصل إلى أسامة بن منقذ الذي يسمي أحد كتبه «البديع في نقد الشعر» ويجمع فيه خمسة وتسعين فنا بلاغيا، وهكذا المصري في «تحرير التحبير» و «بديع القرآن» يسير على خطى أسامة بن منقذ مع ذكر أكثر من مائة فن بلاغي.

  ونأتي إلى مرحلة التقسيم والتقعيد البلاغي - مرحلة السكاكي الذي قسم البلاغة إلى علومها المعروفة وأفرد بعض الموضوعات ليسميها «وجوها يصار إليها لتحسين الكلام» وقسمها إلى: لفظية ومعنوية، فمن اللفظية المطابقة والمقابلة ومن المعنوية التجنيس والقلب والسجع.