المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

[أ.] رابعا: شواهد علم البديع:

صفحة 173 - الجزء 1

  ويعتبر بدر الدين بن مالك أول من أطلق مصطلح «البديع» على هذه الوجوه والمحسنات وقال عن البديع أنه «معرفة توابع الفصاحة»⁣(⁣١).

  ويفصل بعد ذلك القزويني ما بين البلاغة والبديع فصلا تاما حيث يقسم البلاغة إلى علوم ثلاثة: معان - بيان - بديع، والبديع عنده قسمان: قسم يرجع إلى المعنى كالمطابقة وقسم يرجع إلى اللفظ كالجناس.

  وهو «علم يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية تطبيقه على مقتضى الحال ووضوح الدلالة»⁣(⁣٢).

  والعباسي أحد شرّاح التلخيص يجعل البلاغة ضمن ثلاثة فنون:

  المعاني - البيان - البديع، ولكنه يجعل لهذا الفن البلاغي ذوقا خاصا يناسب ملامح القرن العاشر الهجري الثقافية، وسوف نلمح بعض الجوانب التي عبر عنها في عرضه لهذه الشواهد البلاغية.

  ولعلي أجد من الضرورة ذكرها مسبقا شاملة لكل هذه الفنون لأنها السمة الغالبة لها جميعا.

  أ - يذكر العباسي هنا سبعة وخمسين مصطلحا بديعيا.

  ب - لم يعط العباسي تعريفا منذ بداية الحديث للبديع أو تقسيما له إلى محسنات لفظية وأخرى معنوية وانما يجعلها متسلسلة مترابطة متلاحقة دون فصل أو تقسيم.

  ج - يورد اسم المصطلح حسب اتفاق الجمهور وان كان هناك خلاف في التسمية فإنه يشير إلى هذه التسميات.


(١) المصباح في علم المعاني والبيان - بدر الدين بن مالك - القاهرة ١٣٤١ هـ ص ٧٥.

(٢) التلخيص ص ٣٤٧ والايضاح ص ٣٣٤.