المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

16 - التجريد

صفحة 192 - الجزء 1

  وصفه أسلوبا عربيا فصيحا. ولعل الفارسي من أوائل الذين تعرضوا له وأسموه تجريدا حيث أشار ابن جني إلى ذلك في كتابه»⁣(⁣١). ويتحدث عنه ابن الأثير ويقول إن التجريد: «إخلاص الخطاب لغيرك وأنت تريد به نفسك لا المخاطب نفسه»⁣(⁣٢).

  وهو قسمان: تجريد محض وتجريد غير محض وهو خطاب لنفسك لا لغيرك.

  وذكره عبد القاهر مخرجا إياه من الاستعارة»⁣(⁣٣)، وقال عنه الحلبي والنويري: «هو أن ينتزع من أمر ذي صفة أمر آخر مثله في تلك الصفة مبالغة في كمالها فيه»⁣(⁣٤).

  وعلى ذلك يسير القزويني دون تحديد لأقسامه مع الاكتفاء بالأمثلة»⁣(⁣٥).

  والعباسي يتفوق على القزويني بشرحه لمعنى التجريد وإعطاء شواهد كثيرة عليه ثم يقوم بتعداد أقسامه مع توضيح لكل قسم عن طريق الشواهد المشروحة.

  · وشوهاء تعدو بي إلى صارخ الوغى ... بمستلئم مثل الفنيق المرحل

  «البيت من الطويل ولا يعرف قائله ... والشاهد فيه: التجريد وهو أن ينتزع من أمر ذي صفة آخر مثله فيها مبالغة لكمالها، فيه وهنا قال:


(١) الخصائص ج ٢ ص ٤٧٣.

(٢) المثل السائر ج ١ ص ٤٢٣.

(٣) أسرار البلاغة / ص ٣١٠ / نسخة ريتر.

(٤) حسن التوسل ص ٢٨٥ ونهاية الأرب - النويري - دار الكتب المصرية / القاهرة ج ٧ ص ١٥٦.

(٥) التلخيص ص ٣٦٨ والإيضاح ص ٣٣٦.