المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

19 - التجريد بمخاطبة الإنسان نفسه

صفحة 195 - الجزء 1

  ويتصل بالمبالغة الإفراط والغلو حيث يقول ابن منقذ: «إن المعنى إذا زاد عن التمام سمي مبالغة، وقد اختلفت ألفاظه في كتبهم فسماه قوم الإفراط والغلو والإيغال وبعضه أرفع من بعض⁣(⁣١). ويسير على ذلك القزويني⁣(⁣٢) وغيره من شراح التلخيص حيث تقسيم المبالغة إلى تبليغ وإغراق وغلو ويخالفهم أصحاب البديعيات حيث جعلوا كل لون من هذه فنا قائما بذاته فيقول الحموي: «وهذا النوع - أعني المبالغة - شركة قوم مع الإغراق والغلو لعدم معرفة الفرق وهو مثل الصبح ظاهر»⁣(⁣٣).

  والعباسي يجمع ما بين هذه الفنون تحت مصطلح البديع ولكنه يجعل لكل منها مصطلحا خاصا فللمبالغة شاهدها وللإغراق شاهده وللغلو شاهده.

  · فعادي عداء بين ثور ونعجة ... داركا ولم ينضح بماء فيغسل

  «البيت لامرئ القيس من قصيدته المشهورة السابقة في شواهد المقدمة ... والشاهد فيه: المبالغة ويسمى التبليغ وهو ادعاء ممكن عقلا وعادة، فإنه ادعى أن فرسه أدرك ثورا وبقرة وحشيين في مضمار واحد ولم يعرق وهذا ممكن عقلا وعادة»⁣(⁣٤).

  ومن المبالغة نوع يسمى الاستظهار كقول ابن المعتز لابن طباطبا العلوي أو غيره - من المتقارب:


(١) البديع في نقد الشعر ص ١٠٤.

(٢) انظر التلخيص ص ٣٧٠.

(٣) خزانة الأدب ص ١٢٥.

(٤) معاهد التنصيص ٣: ١٦.