27 - المذهب الكلامي
  · حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ... وليس وراء اللّه للمرء مطلب
  لئن كنت قد بلغت عني خيانة ... لمبلغك الواشي أغش وأكذب
  ولكنني كنت امرأ لي جانب ... من الأرض فيه مستراد ومذهب
  ملوك واخوان إذا ما مدحتهم ... أحكم في أموالهم وأقرب
  كفعلك في قوم أراك اصطفيتهم ... فلم ترهم في مدحهم لك أذنبوا
  «الأبيات للنابغة من قصيدته السابقة في أواخر الفن الأول - والشاهد فيها: المذهب الكلامي وهو إيراد حجة للمطلوب على طريقة أهل الكلام، وهو أن تكون المقدمات بعد تسليمها مستلزمة للمطلوب.
  فهو هنا يقول: لا تلمني ولا تعاتبني على مدح آل جفنة وقد أحسنوا إلي كما لا تلوم قوما مدحوك وقد أحسنت إليهم، فكما أن مدح أولئك لك لا يعد ذنبا كذلك مدحي لمن أحسن إلي، وهذه الحجة على صورة التمثيل الذي تسميه الفقهاء قياسا، ويمكن رده إلى صورة قياس استثنائي بأن يقال: لو كان مدحي لآل جفنة ذنبا لكان مدح أولئك القوم لك أيضا ذنبا، لكن اللازم باطل، فكذا الملزوم، وآل جفنة كانوا ملوك الشام، كما أن آل النعمان كانوا ملوك الحيرة(١).
(١) معاهد التنصيص ٣: ٤٨.