36 - الإدماج
  · نهبت من الأعمار ما لو حويته ... لهنئت الدنيا بأنك خالد
  «البيت لأبي الطيب المتنبي من قصيدة من - الطويل - تقدم ذكر مطلعها، وطرف منها في شواهد المقدمة - والشاهد فيه الاستتباع وهو:
  المدح بشيء يستتبع المدح بشيء على وجه آخر، فإنه وصفه بالشجاعة على وجه استتبع مدحه بكونه سببا لصلاح الدنيا حيث جعلها مهنأه بخلوده.
  وفيه وجهان آخران: أحدهما: أنه نهب الإعمار دون الأموال وهذا ينبئ بعلو الهمة ... والثاني: انه لم يكن ظالما في قتلهم، إذ لو كان كذلك لما كان لأهل الدنيا سرور بخلوده»(١).
٣٦ - الإدماج
  الإدماج: اللف يقال: أدمج الحبل أي: أجاد فتله، وقيل أحكم فتله، ودمج الشيء دموجا إذا دخل في الشيء واستتر فيه. فالإدماج إدخال الشيء في الشيء»(٢)، وقد ذكره العسكري باسم «المضاعفة».
  قال: «هو أن يتضمن الكلام معنيين: معنى مصرح به ومعنى كالمشار إليه»(٣). ويعده ابن رشيق من الاستطراد(٤)، ويقسمه ابن مالك إلى قسمين الأول: يتضمن التصريح بمعنى من فن كفاية عن معنى من فن آخر، والثاني: أن يقصد المتكلم إلى نوع من البديع فيجيء في ضمنه بنوع
(١) معاهد التنصيص ٣: ١٣٢.
(٢) مدة «دمج» اللسان ج ٢ ص ١٤١٩.
(٣) كتاب الصناعتين - نسخة ١٩٥٢ ص ٤٢٣.
(٤) العمدة - نسخة ١٩٥٥ ج ٢ ص ٤١.