المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

36 - الإدماج

صفحة 207 - الجزء 1

  · نهبت من الأعمار ما لو حويته ... لهنئت الدنيا بأنك خالد

  «البيت لأبي الطيب المتنبي من قصيدة من - الطويل - تقدم ذكر مطلعها، وطرف منها في شواهد المقدمة - والشاهد فيه الاستتباع وهو:

  المدح بشيء يستتبع المدح بشيء على وجه آخر، فإنه وصفه بالشجاعة على وجه استتبع مدحه بكونه سببا لصلاح الدنيا حيث جعلها مهنأه بخلوده.

  وفيه وجهان آخران: أحدهما: أنه نهب الإعمار دون الأموال وهذا ينبئ بعلو الهمة ... والثاني: انه لم يكن ظالما في قتلهم، إذ لو كان كذلك لما كان لأهل الدنيا سرور بخلوده»⁣(⁣١).

٣٦ - الإدماج

  الإدماج: اللف يقال: أدمج الحبل أي: أجاد فتله، وقيل أحكم فتله، ودمج الشيء دموجا إذا دخل في الشيء واستتر فيه. فالإدماج إدخال الشيء في الشيء»⁣(⁣٢)، وقد ذكره العسكري باسم «المضاعفة».

  قال: «هو أن يتضمن الكلام معنيين: معنى مصرح به ومعنى كالمشار إليه»⁣(⁣٣). ويعده ابن رشيق من الاستطراد⁣(⁣٤)، ويقسمه ابن مالك إلى قسمين الأول: يتضمن التصريح بمعنى من فن كفاية عن معنى من فن آخر، والثاني: أن يقصد المتكلم إلى نوع من البديع فيجيء في ضمنه بنوع


(١) معاهد التنصيص ٣: ١٣٢.

(٢) مدة «دمج» اللسان ج ٢ ص ١٤١٩.

(٣) كتاب الصناعتين - نسخة ١٩٥٢ ص ٤٢٣.

(٤) العمدة - نسخة ١٩٥٥ ج ٢ ص ٤١.