المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

43 - أسلوب الحكيم القول بالموجب

صفحة 213 - الجزء 1

٤٣ - أسلوب الحكيم «القول بالموجب»

  أورد الجاحظ بابا أسماه «اللغز والجواب» ضرب فيه أمثلة لأساليب تستعمل للتظرف والتخلص من إحراج السائل ولكنه لم يضع مصطلح الأسلوب الحكيم»⁣(⁣١). وسمى عبد القاهر هذا الفن» المغالطة «. وتحدث عنه السكاكي عند حديثه عن التصريح والتلويح: «ولا كالأسلوب الحكيم وهو تلقي المخاطب بغير ما يترقب ... أو السائل بغير ما يتطلب»⁣(⁣٢).

  وتحدث القزويني موضحا كلام السكاكي: «ومن خلاف المقتضى ما سماه السكاكي الأسلوب الحكيم، وهو تلقي المخاطب بغير ما يترقب بحمل كلامه على خلاف مراده تنبيها على أنه الأولى بالقصد أو السائل بغير ما يتطلب بتنزيل سؤاله منزلة غيره تنبيها على أنه الأولى بحاله أو المهم له»⁣(⁣٣).

  ويفرق الكثير من البلاغيين ما بين أسلوب الحكيم والقول بالموجب ومن هؤلاء المدني حيث قال عن القول بالموجب: «هو والأسلوب الحكيم رضيعا لبان وفرسا رهان حتى زعم بعضهم أن أحدهما عين الآخر وليس كذلك»⁣(⁣٤). ويتحدث القزويني عن القول الموجب ضمن حديثه عن المحسنات المعنوية في علم البديع فيقول: «ومنه القول بالموجب وهو ضربان: أحدهما أن تقع صفة في كلام الغير كناية عن شيء أثبت له حكم فتثبتها لغيره من غير تعرض لثبوته أو نفيه عنه ... والثاني حمل لفظ وقع في كلام الغير على خلاف مراده مما يحتمله بذكر متعلقه»⁣(⁣٥).


(١) البيان والتبيين ج ٢ ص ١٤٧.

(٢) مفتاح العلوم ص ١٥٥ - ١٥٦.

(٣) انظر التلخيص ص ٩٧.

(٤) انظر أنوار الربيع م ٢ ص ١٩٨ - ٢٠٩.

(٥) انظر التلخيص ص ٣٨٦.