45 - الجناس المستوفى
  وللجناس اتجاهات ومفارقات عند أهل الصنعة، حيث يشير سيبويه إلى فن التجنيس وسماه «اتفاق للفظين والمعنى مختلف(١). وإلى مثل ذلك يشير المبرد في كتابه: ما اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن المجيد»(٢) والتجنيس ثاني فنون بديع بن المعتز وهو: «ان تجيء الكلمة تجانس أخرى في بيت شعر وكلام. ومجانستها لها إن تشبهها في تأليف حروفها على السبيل الذي ألف الأصمعي كتاب الأخبار عليها ...»(٣) وتحدث عنه قدامة في باب ائتلاف اللفظ والمعنى على المطابق والمجانس وقال:
  «ومعناهما أن تكون في الشعر معان متغايرة قد اشتركت في لفظة واحدة وألفاظ متجانسة مشتقة ... وأما المجانس فأن تكون المعاني اشتراكها في ألفاظ متجانسة على جهة الاشتقاق»(٤). وتحدث الحاتمي عن المجانسة(٥) وعقد الرماني بابا للتجانس وقال: «هو بيان بأنواع الكلام الذي يجمعه أصل واحد في اللغة»(٦). وقال عنه السكاكي: «هو تشابه الكلمتين في اللفظ» ويدخله في التحسين اللفظي(٧)، وسماه القزويني «الجناس» وأدخله في المحسنات اللفظية وتبعه في ذلك شراح تلخيصه(٨) والعباسي يتحدث عن الجناس تحت مصطلح «الجناس» حيث يذكر شواهد الجناس مبتدءا بالجناس
(١) كتاب سيبويه ج ١ ص ٢٤.
(٢) المقتضب - أبو العباس المبرد - تحقيق محمد عبد الخالق عظيمة - القاهرة ١٣٨٥ هـ ج ١ ص ٤٦.
(٣) البديع ص ٢٥.
(٤) انظر نقد الشعر ص ١٨٥ - ١٨٦.
(٥) حلية المحاضرة ج ١ ص ١٤٦.
(٦) النكت في إعجاز القرآن ص ٩١.
(٧) انظر مفتاح العلوم ص ٢٠٢.
(٨) انظر التلخيص ص ٣٨٨ والمطول ص ٤٤٥ وأنوار الربيع ج ١ ص ٩٧.