المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

45 - الجناس المستوفى

صفحة 216 - الجزء 1

  وللجناس اتجاهات ومفارقات عند أهل الصنعة، حيث يشير سيبويه إلى فن التجنيس وسماه «اتفاق للفظين والمعنى مختلف⁣(⁣١). وإلى مثل ذلك يشير المبرد في كتابه: ما اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن المجيد»⁣(⁣٢) والتجنيس ثاني فنون بديع بن المعتز وهو: «ان تجيء الكلمة تجانس أخرى في بيت شعر وكلام. ومجانستها لها إن تشبهها في تأليف حروفها على السبيل الذي ألف الأصمعي كتاب الأخبار عليها ...»⁣(⁣٣) وتحدث عنه قدامة في باب ائتلاف اللفظ والمعنى على المطابق والمجانس وقال:

  «ومعناهما أن تكون في الشعر معان متغايرة قد اشتركت في لفظة واحدة وألفاظ متجانسة مشتقة ... وأما المجانس فأن تكون المعاني اشتراكها في ألفاظ متجانسة على جهة الاشتقاق»⁣(⁣٤). وتحدث الحاتمي عن المجانسة⁣(⁣٥) وعقد الرماني بابا للتجانس وقال: «هو بيان بأنواع الكلام الذي يجمعه أصل واحد في اللغة»⁣(⁣٦). وقال عنه السكاكي: «هو تشابه الكلمتين في اللفظ» ويدخله في التحسين اللفظي⁣(⁣٧)، وسماه القزويني «الجناس» وأدخله في المحسنات اللفظية وتبعه في ذلك شراح تلخيصه⁣(⁣٨) والعباسي يتحدث عن الجناس تحت مصطلح «الجناس» حيث يذكر شواهد الجناس مبتدءا بالجناس


(١) كتاب سيبويه ج ١ ص ٢٤.

(٢) المقتضب - أبو العباس المبرد - تحقيق محمد عبد الخالق عظيمة - القاهرة ١٣٨٥ هـ ج ١ ص ٤٦.

(٣) البديع ص ٢٥.

(٤) انظر نقد الشعر ص ١٨٥ - ١٨٦.

(٥) حلية المحاضرة ج ١ ص ١٤٦.

(٦) النكت في إعجاز القرآن ص ٩١.

(٧) انظر مفتاح العلوم ص ٢٠٢.

(٨) انظر التلخيص ص ٣٨٨ والمطول ص ٤٤٥ وأنوار الربيع ج ١ ص ٩٧.