ويستمر العباسي في ذكر شواهد الاقتباس مع إشارة إلى من كان له السبق في الاقتباس⁣^(⁣١). كما يشير إلى نوع من الاقتباس وهو محظور حيث يستعمل بعض المفحشين والمجان من الشعراء الآيات القرآنية على طريق المجون والسخف ومن ذلك قول أبي نواس من مجزوء الرمل:

  خط في الأرداف سطر ... في عروض الشعر موزون

  لن تنالوا البر حتى ... تنفقوا مما تحبون

  والتهاون في مثل ذلك كما يراه العباسي يجر إلى الانسلال من الدين⁣^(⁣٢).

  ويقول العباسي كذلك: «ومن الاقتباسات التي هي غير مقبولة قول ابن النبيه في مدح القاضي الفاضل من - الخفيف:

  قمت ليل الصدود إلا قليلا ... ثم رتلت ذكركم ترتيلا

  نعوذ باللّه من مغالاته وفرط إغراقه، فان مذهبه في ذلك مشهور ... ^(⁣٣).

  وهكذا يذكر العباسي مصطلح الاقتباس دون إشارة منه أن هذا الفن هو من الفنون المتصلة بالسرقات.

(١) معاهد التنصيص ٤: ١٤٣.

(٢) المصدر السابق ٤: ١٤٥.

(٣) المصدر نفسه ٤: ١٤٥.