16 - العقد
  وهبه كشيء لم يكن أو كنازح ... به الدار أوقن غيبته المقابر
  فان هذا البيت كان نسيبا وكان أوله «فهبها» فحرفت ضمير التأنيث لضمير التذكير حتى دخل في معناي»(١).
  ويقول كذلك: «وأما العنوان فهو أن يأخذ المتكلم في غرض له من وصف أو فخر أو هجاء أو مديح أو عتاب أو غير ذلك ثم يأتي لقصد تكميله بألفاظ تكون عنوانا لأخبار متقدمة أو قصص سالفة»(٢).
  وهكذا ينهي العباسي حديثه عن مصطلح التضمين بعد ما عرض له ولأنواعه واختصاصه وشواهده وشرحه الشافي لهذه الشواهد.
١٦ - العقد
  العقد: نقيض الحل، عقده يعقده عقدا وتعقادا وعقّده(٣).
  وقد تحدث الحاتمي عن «نظم المنثور» فقال: «ومن الشعراء المطبوعين طائفة تخفي السرق وتلبسه اعتمادا على منثور الكلام دون منظومه واستراقا للألفاظ الموجزة والفقر الشريفة والمواعظ الواقعة والخطب البارعة»(٤). وقال عنه ابن منقذ في باب «الحل والعقد» قال: «اعلم أن الحل والعقد هو ما يتفاضل فيه الشعراء والكتاب وهو أن يأخذ لفظا منثورا فينظمه شعرا أو شعرا فينثره ويطارحه العلماء فيما بينهم»(٥).
(١) معاهد التنصيص ٤: ١٥٦.
(٢) السابق ٤: ١٥٦.
(٣) مادة «عقد» لسان العرب ج ٤ ص ٣٠٣٠.
(٤) حلية المحاضرة - الحاتمي ج ٢ ص ٩٢.
(٥) البديع في نقد الشعر ص ٢٥٩.