المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

3 - براعة الاستهلال

صفحة 275 - الجزء 1

  فكأنه يكتفي بالتعليق على الشاهد دون تعريف لمعنى الشاهد الاصطلاحي فقبح الابتداء عنده عدم مراعاة حال المخاطب وعدم تجنب ما يتطير منه.

  ونرى ذلك في شواهده الشعرية الكثر التي أوردها حيث يورد قصصا حولها تدل بوضوح على التطير لسامعيها منها ومن ذلك قصة ابتداء جرير مع عبد الملك بن مروان:

  أتصحو أم فؤادك غير صاح وقول ذي الرمة مع عبد الملك بن مروان: ما بال عينك يسكب منها الماء ينسكب⁣(⁣١).

٣ - براعة الاستهلال

  البراعة: التفوق، والاستهلال: الافتتاح والابتداء، فاستهل: رأى الهلال، استهل المولود صاح في أول زمان الولادة واستهلت السماء جادت بالنهلل وهو أول المطر⁣(⁣٢).

  قال المدني: «وكل من هذه المعاني مناسب للنقل منه إلى المعنى الاصطلاحي وان خصه بعضهم بالنقل من المعنى الثاني، وانما سمي هذا النوع الاستهلال لان المتكلم يفهم غرضه من كلامه عند ابتداء رفع صوته به»⁣(⁣٣) ويقول الجاحظ نقلا عن ابن المقفع قوله: «ليكن في صدر


(١) انظر المصدر السابق ٤: ٢٢٩ - ٢٣٠ - ٢٣١.

(٢) اللسان «برع» ج ١ ص ٢٦٠ و «هلل» ج ٦ ص ٤٦٨٨.

(٣) أنوار الربيع في أنواع البديع / علي صدر الدين بن معصوم المدني / ج ١ ص ٥٦.