المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

7 - حسن الانتهاء

صفحة 286 - الجزء 1

  «يقول ابن فضل اللّه: «ومن وقف على هذه القصيدة وقصيدة أبي نواس عرف فضل قائلها على من تقدم، وشهد له بأنه سبق وان تأخر، وجزم بأن الرجال معادن، وأن لكل زمان محاسن، ولم يشك أن الخواطر موارد، لا تنزح، وأن الافكار مصابيح لا تطفئ، وأن الافهام مراد لا تتناهى صورها، وأن العقول سحائب لا ينفذ مطرها، وعلم أن المعاني غير متناهية، والفضائل غير متوارية وان أم الليالي لولود، وأن الفضل في كل حين لمشهود، وان هذا الشاعر في قصيدته هذه التي عارض بها أبا نواس لم يدع له عارضا يستحضر، ولا عارضة تذكر، وأنه لحقيق أن ينشد «من الطويل».

  واني وان كنت الأخير زمانه ... لآت بما لم تستطعه الأوائل⁣(⁣١)

  - أدبيا: نشاهد هنا إيراد خبر أبي نواس مع الخصيب صاحب مصر هكذا نشاهد العباسي غير واقف عند الحد البلاغي بل يتعداه رابطا البلاغة بالنقد والأدب.

٧ - حسن الانتهاء

  النهية والنهاية: غاية كل شيء وآخره، والنهاية: كالغاية حيث ينتهي إليه الشيء وهو النهاء، يقال: بلغ نهايته، وانتهى الشيء وتناهى ونهّى: بلغ نهايته⁣(⁣٢).

  قال ابن رشيق: «وأما الانتهاء فهو قاعدة القصيدة وآخر ما يبقى منها في الأسماع وسبيله أن يكون محكما لا تمكن الزيادة عليه ولا يأتي


(١) المصدر السابق ٤: ٢٧٠.

(٢) مادة «نهى» لسان العرب ج ٦ ص ٤٥٦٤.