المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

أ - المصطلح بين اللغة والنحو والعروض:

صفحة 289 - الجزء 1

[د.] تقويم المصطلح البلاغي عند العباسي

  بعد عرض للمصطلحات البلاغية التي تناولها العباسي والتي وصلت إلى مئة وثمانين مصطلحا حسب طريقة المحاور الثلاثة: التاريخي - اللغوي - الدلالي «مفهوم العباسي للمصطلح» - نجد الحاجة ماسة إلى تقويم هذا المصطلح ووضع هذا العرض في ميزان الدارس الذي نظر لهذه المصطلحات.

  تناول العباسي فنون البلاغة المختلفة من بيان ومعاني وبديع وخاتمة وكان على إدراك تام بهذه الفنون ودلالاتها ومسيرتها التطورية واختلاف تسمياتها، حيث يتضح ذلك من طريقة عرضه للشاهد بل كان على معرفة وتمرس تام بمفهوم المصطلح حيث القدرة التامة من العباسي بتطبيق هذه القاعدة على شاهدها، فيشرح القاعدة البلاغية التي قعدها البلاغيون بطريقة تجعل المصطلح غاية في السهولة واليسر.

  وسبق إشارتنا إلى مصادر العباسي الثقافية التي نهل منها علومه واستقى معرفته وبنى شخصيته الثقافية التي سطر ملامحها في كتابه «معاهد التنصيص» هذه المصادر كان لها كل الحضور في عرضه للشاهد البلاغي، هذا الحضور جعل المصطلح يظهر ضمن معالم أظنها لا تتعدى ما يلي:

أ - المصطلح بين اللغة والنحو والعروض:

  لعل الصلة بين البلاغة وهذه العلوم وثيقة منذ القدم فلا معنى للبلاغة أو للقاعدة البلاغية بمعزل عن هذه العلوم، وقد تنبه العباسي لهذه الصلة فلم يبن كتابه على أساس بلاغي بل تعداه إلى الأساس التعليمي