أ - المصطلح بين اللغة والنحو والعروض:
  فيعرض للشاهد ثم يقوم بعد ذلك بتناول هذا المصطلح بالشرح من جوانب مختلفة ليجعل للعروض حضورا فيعطي الشاهد وزنه العروضي ولا يكتفي بذلك بل يعطي لكل بيت شعري أو قصيدة وزنها العروضي ونشاهد ذلك في جميع شواهده أما المجال اللغوي فكان العباسي في غاية الحرص على تفسير مفردات معظم شواهده لغويا وصرفيا.
  حيث الرجوع إلى كتب معاجم اللغة فنجد تفسيرات عديدة لها، هذه التفسيرات يوردها العباسي ويورد كذلك جموعها ومفرداتها وأوزانها الصرفية إذا دعت الحاجة لذلك، لكننا لا نجد العباسي يسير على هذا المنهج في كل شواهده بل معظمها، ويقوم في البقية الباقية من هذه الشواهد بتفسير المعنى الإجمالي للشاهد وكأنه يتبع طريقين: المعنى الاجمالي والمعنى المفردي للّفظة.
  وفي مجال النحو نرى العباسي في غاية الحرص على التعليقات النحوية ان وجدت فيقوم بإيراد اختلافات أهل النحو وذكر مذاهبهم وترجيح أحدهم على الآخر كما يقوم بالإعراب لبعض مفردات الشاهد بقصد توضيح المفهوم المصطلحي لهذا الفن البلاغي، ونلحظ معظم هذه الإشارات في علم المعاني حيث كان التفسير النحوي للشاهد هو المفهوم القاعدي للمصطلح البلاغي.
  هذه الأفلاك الثلاثة سطرها العباسي في مفهومه للقاعدة البلاغية وجعل مصطلحه يدور فيها لنلحظ الخيوط الدقيقة التي تربط ما بين البلاغة والنحو واللغة والعروض.