المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

ج - المصطلح والنظرة النقدية:

صفحة 291 - الجزء 1

ب - المصطلح بين الأدب والبيان:

  لم يكتفي العباسي بالعلوم السابقة ليربطها بالبلاغة بل جعل للأدب حضورا واضحا نلمحه في تراجمه الأدبية الكاملة لشاعر أو كاتب أو خطيب أو خليفة أو قاض كما نلمحها في سرد أخبار أدبية قصيرة أحيانا وطويلة أحيانا أخرى تحكي مواقف ونوادر وطرائف أدبية.

  هذه الملح أضافها العباسي ليربط بين الأدب والبيان ونقصد بالبيان المصطلح البلاغي في علوم البلاغة المختلفة.

ج - المصطلح والنظرة النقدية:

  لعل العلاقة بين البلاغة والنقد علاقة أزلية منذ القدم حيث نلحظ عدم معرفة القدامى في حديثهم عن البلاغة العربية الفصل الدقيق بين النقد والبلاغة بل ذهب بعضهم إلى منهج يضم هذين العلمين في مفهوم واحد.

  ومن ذلك ما فعله الجاحظ «٢٥٥ هـ» في كتابه البيان والتبيين وغيره من لاحقيه حتى ابن الأثير «٦٣٧ هـ» في كتابيه المثل السائد في أدب الكاتب والشاعر، والجامع الكبير في صناعة المنظوم والمنثور، وإلى ذلك تنبه العباسي في تأليفه «معاهد التنصيص» حيث جعل لهذه الصلة وجودا بل وحضورا كاملا في جميع مصطلحاته ولعلنا أشرنا في عرضنا السابق للمصطلحات إلى الاتجاهات النقدية التي لمحناها في «معاهد التنصيص» ونكتفي هنا بالإشارة إليها لتجنب التكرار الذي تحرز منه العباسي وأتحرز منه في هذا المقام أسوة به:

  ١ - اختيارات العباسي لمقاطع أو أبيات شعرية يراها الأجود والأفضل.