المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

د - المصطلح من النظرة البلاغية:

صفحة 293 - الجزء 1

  واللغة والنقد والنحو، ولكن كيف كان المصطلح البلاغي عند العباسي؟

  هل أشار العباسي في جميع مصطلحاته إلى معناها الاصطلاحي ثم أورد الشاهد وشرحه؟ أم جعل الشاهد هو الأساس الذي اعتمد عليه؟.

  نستطيع أن نركن إلى القول أن النظرة التي اعتمدها العباسي بلاغيا هي نظرة تعليمية بحتة في البلاغة العربية حيث ركز العباسي وفي جميع مصطلحاته على شرح الشاهد فلو نظر القارئ إلى عنوان المصطلح ونظر بعد ذلك إلى الشرح لتوصل ودون عناء إلى مفهوم المصطلح، وهذا يجعلنا نقول أن العباسي لم يكن في جميع مصطلحاته مقنّنا ومعرّفا ومقعدا بل في أغلبها يذكر معنى المصطلح بلاغيا ثم يربط هذه التقعيد بالشرح وفي البعض الآخر يكتفي بشرح الشاهد ليوضح من خلاله دلالة المصطلح.

  وضمن الإطار البلاغي كذلك نستطيع أن نلمح الغزارة المعرفية التي تميز بها العباسي فهو حينما يورد المصطلح يعدد اختلافات التسمية له عند أهل البلاغة بل ويزيد في بعضها بإيراد تعليلاته لهذه التسمية.

  ولعل ذلك يكون من المآخذ على البلاغة عند العباسي حيث نجد عدم وقوع كل المصطلحات قي دائرة التقنين كما فعل القزويني - إذا نظرنا لكتابه نظرة من يريد البلاغة ما بين المصطلح والتطبيق، ولكننا إذا نظرنا لكتابه نظرة المنصف ووضعناه في إطار التأليف في القرن العاشر الهجري لجعلناه من الكتب الشامخة في صفوف كتب البلاغة قديما وحديثا بل ومن المصادر التي لا غنى لدارس البلاغة عنها لما ذكرناه سابقا من شموليته وربطه بين البلاغة وسائر علوم العربية وضم ذلك بين دفتي مؤلف ضخم يعتبر وبكل إنصاف كتاب تاريخ وتراجم ونقد وبلاغة وأدب ونحو ولغة وعروض، استطاع كاتبه أن يوظف ثروته المعرفية المتنوعة خير توظيف