[د.] تقويم المصطلح البلاغي عند العباسي
  وقدم كل ذلك للدارس بكل يسر وسهوله وسلاسة، فلا نجد نشوزا معرفيا، ولا تكرارا للمعلومات، ولا إطالة تجعل السآمة والملل تدخل على القارئ، بل نراه يربط الشواهد مع بعضها ويشير إلى مواطن ورودها ضمن شاهد آخر ويقدم للقارئ كذلك خبر ذلك الشاهد - نفي مناسبته التي قيلت فيه - كل هذه السمات عرضها العباسي للقارئ في إطار البلاغة ليجعل صفة التعليم هي غايته المنشودة ولا يفوتني ضمن الحديث عن المصطلح من النظرة البلاغية القول أن العباسي ربط بين علوم البلاغة الثلاثة حيث يشير إلى تراسل مصطلحات العلوم الثلاثة ولاحظنا ذلك في شواهد متعددة نذكر هنا شاهد «كون المأخوذ دون المأخوذ منه في البلاغة»(١). وهذا الحديث في «علم البديع».
  · وخلاصة القول في تقويم المصطلح البلاغي عند العباسي:
  استطاع العباسي أن يجدد على القزويني ويتميز عنه مستفيدا من النافع القديم بإضافة صفة عصره، وثقافته الفكرية الخاصة به من نحو وشعر ونثر وأدب ونقد وطرائف وحكم، لإفهام أبناء جيله فكره البلاغي، فوضع المصطلح البلاغي ضمن قالب العلوم العربية المختلفة مستعينا بها لتجلية هذا المصطلح البلاغي.
(١) انظر معاهد التنصيص ٤: ٤٦ - ٥٠.