الفصل الرابع الشاهد والواقع الحضاري
  ويقصد منها بحور العلم «المسموع والمكتوب» الذي أخذ منه، وتتميز هذه الدرر بالتنوع وإلا لما كانت صالحة لتزيين النحور، وهذا التميز لاحظناه في موطن سابق حيث أبرزت المعالم البلاغية التي عرض مصطلحاتها المختلفة، وكذلك احتواء شواهده لفنون الأدب المختلفة في سياق شرح الشاهد، وأرى نفسي تخالف العباسي ففي حين ابتداء العباسي بإصدار الحكم والوصف ثم تقديم الدليل أبدأ بالنموذج الدال على ما أريد ثم ترك الحكم للدارس.
  أختار هنا نموذجا لشاهد بلاغي هو الشكل العام والأكثر الذي سار عليه العباسي في كتابه هذا.
  يقول العباسي في شاهد ترك المستند:
  · نحن بما عندنا وأنت بما ... عندك راض والرأي مختلف
  البيت لقيس بن الخطيم من قصيدة من - المنسرح أولها:
  ردّ الخليط الجمال فأنصرفوا ... ماذا عليهم لو أنهم وقفوا
  · والرأي: الاعتقاد، ويجمع على آراء وأرآء، والشاهد فيه ترك المسند وهو راضون فقوله «راض» خبر المبتدأ الثاني وخبر الأول محذوف على عكس البيت السابق.
  ومثله قول الشاعر - من الطويل: