الفصل الرابع الشاهد والواقع الحضاري
  رماني بأمر كنت منه ووالدي ... بريّا ومن أجل الغوى رماني
  · وقيس بن الخطيم(١) بالخاء المعجمة شاعر جاهلي، وابنه ثابت ¥ مذكور في الصحابة ¤ - وشهد مع علي كرم اللّه وجهه صفين والجمل والنهروان.
  وهذه القصيدة من غرر القصائد، وبيتها هو قوله:
  تبدت لنا كالشمس تحت غمامة ... بدا حاجب منها وضنّت بحاجب(٢)
  فدعني انظر وإياك لهذا الشاهد الذي اخترته ليبين لي صدق القول أن الشواهد التي فسرها العباسي مرآة لشخصية العباسي التأليفية التي انبثق منها، إضافة لكونها مرآة الواقع الحضاري الذي عاشه العباسي، فالعباسي منذ بدايته الكتابة قال بنيته تقديم عمل ينسب فيه شواهد كل شاعر بقائله الحقيقي، فهل استطاع فعل ذلك؟ أقول: نعم، حيث أن العباسي يورد شواهد لشعراء وأدباء كثر ولم يكتف بما وجده من أقوال قي كتب السابقين بل نراه يورد ترجمة هذا القائل ويتتبع أخباره. ويذكر اسمه مضبوطا حتى لا يترك مجالا للخلاف حول الاسم أو التشابه، ويضيف التأكيد جزما بإحالة القارئ إلى المنبع الأول لهذه الشواهد فكان محقا عندما قال في بدايته «درة مستخرجة من قاع البحور»(٣).
(١) اقرأ ترجمة قيس بن الخطيم في الأغاني ٢ - ١٥٩.
(٢) معاهد التنصيص ١: ١٨٩.
(٣) المصدر السابق ١: ٣.