المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

الخاتمة

صفحة 315 - الجزء 1

  حفزت بعض العلماء المسلمين إلى إعادة إحياء التراث، وكان العباسي أحد أبرز هؤلاء، فأستعد لذلك، إذ تتلمذ على يد نخبة من علماء عصره، وشهد له بالتفوق وحسن الخلق، وسمات العالم المتعلم، فقدم العديد من المؤلفات في العلوم المختلفة.

  ٢. في مجال المصطلح: يستطيع الباحث التأكيد على نضوج العلوم واستقرارها في القرن السابع، إذ تدرجت هذه المصطلحات ونمت وتوسعت منذ ظهور التدوين إلى أن استقرت في القرن السادس والسابع الهجريين، ثم جاء مجموعة من العلماء فقدموا شروحا وحواشي، وتلخيصات على ما قدمه السابقون وكأن هؤلاء العلماء، أرادوا إحياء روعة التراث، فجمعوا وشرحوا السابق. ولا يمكن لدارس فهم روعة الشرح أو التلخيص ما لم يعد إلى الأصل، ويقوم بربطهما.

  ٣. تأثر العباسي وتتلمذ على يد نخبة من علماء عصره، وترجم هذا التأثر في كتابه، فكان كتابه شديد التأثر بالتراكمات الثقافية السابقة له، وعلى رأس هذه المؤلفات «التلخيص والمفتاح». ولا يمكن تجاهل ذاك التأثير لكتب العربية المختلفة، كالأغاني، والوساطة، وغيرهما من مؤلفات سبقت عصر العباسي.

  أما تأثير «معاهد التنصيص» في اللاحقين فيمكن رصده في ضرورة الدارس الحديث إلى العودة إليه، بمنظار جديد يبتعد عن المقولة التي تهمل عصر الشروح والتلخيص، وتناول هذا الكتاب باعتباره تراكما جامعا لثقافات سابقة، لم يهمل إنجاز علماء العرب السابقين، أو باعتباره تراكما لمعارف المسلمين السابقة.