المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

مضمونه وأهميته

صفحة 36 - الجزء 1

  وهذا الخصب الهائل في المصادر جعل كتاب المعاهد ليس شرحا للشواهد وحدها وانما تعداه إلى كونه مصدرا مهما في تاريخ الأدب واعتباره وثيقة يقابل عليها بعض القضايا الأدبية والنقدية والبلاغية.

  ولا يستطيع المرء أن يستوثق من هذه التراجم من غير الرجوع إلى مظانها الأولى - وهذا ما فعله العباسي من رجوع للأصول وتوثيق للروايات.

  ونرى ذلك في ثنايا حديث العباسي عن منهجه بعد ما تحدث عن نفسه انه في خدمة العلم وتأليفه وترتيبه وتصنيفه ثم يعرض بعد ذلك إلى أن من جملة ما حفظ من المتون وعلق بخاطره من الفنون كتاب تلخيص المفتاح.

  يقول العباسي: «وصفت في كل شاهد منها ما يناسبه من نظائره الأدبية وذكرت ترجمة قائله إلا ما لم اطلع عليه بعد التفتيش في كتب الأدب والتحري والاستقصاء في الطلب»⁣(⁣١).

  هذه المجموعات نلحظها في مسيرة العباسي التأليفية لها الكتاب ويستطيع القارئ له أن يدركها ويعود لمصادرها حسبما أشار لها العباسي ومن ذلك ما ترجمه لامرئ القيس وهذه الترجمة تجدها مثبوتة في الأغاني والشعر والشعراء وطبقات فحول الشعراء⁣(⁣٢).

  وفي ترجمة صاعد اللغوي صاحب كتاب الفصوص تعود إلى نفح الطيب والذخيرة⁣(⁣٣).


(١) معاهد التنصيص - العباسي - ج ١ - ص ٢ - ٥.

(٢) السابق ١: ٩.

(٣) المصدر نفسه ١: ٦٧.