المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

مضمونه وأهميته

صفحة 38 - الجزء 1

  وعلى مثل ذلك ظهر كتاب المعاهد متأثرا، اعتمد على عدد هائل من المصادر بالإضافة لاعتماد صاحب الكتاب على خيرة علماء عصره.

  هذه المنابع والمناهل ولدت كتابا بلاغيا أدبيا ضخما جعل مظهرا تجديديا في البلاغة العربية.

  ويستمر الحديث فكيف كان كتاب «معاهد التنصيص» مؤثرا؟

  هل اعتمده الدارسون واعتبروه مصدرا بلاغيا هاما؟ أم اكتفى الدارسون بالإشارة إليه إشارات هامشية لا تتعدى السطور.

  كتاب معاهد التنصيص من الكتب البلاغية النادرة التي شملت العديد من المنابع المعرفية المتنوعة والتي شكلت شخصية كاتبها بعد ما حصرها في دائرة معرفته.

  وخلاصة القول: كان معاهد التنصيص متأثرا بمحصول ثقافي ضخم تمثل بهذا العدد الهائل من المصادر والمراجع التي رجع إليها العباسي لتوثيق معلوماته وشواهده وقضاياه وفي ذلك قال العباسي «وبعد، فان الفقير الحقير، المعترف بالعجز والتقصير ... لم يزل في خدمة العلم وتأليفه، وترتيبه وتصنيفه، بقدر ما يصل إليه علمه القاصر، وحسب ما ينفذ فيه فهمه الفاتر، وكان من جمله ما حفظه من المتون، وعلق بخاطره من الفنون، كتاب تلخيص المفتاح، ... وذكرت ترجمة قائله إلّا ما لم اطلع عليه بعد التفتيش في كتب الأدب، والتحري والاستقصاء في الطلب، ... وسميته بـ «معاهد التنصيص على شواهد التلخيص» فجاء بحمد اللّه غريب الابتداع، عجيب الاختراع، بديع الترتيب، رائع التركيب، مفردا في فن الأدب⁣(⁣١)


(١) معاهد التنصيص ١: ١ - ٢ - ٣.