المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

مضمونه وأهميته

صفحة 41 - الجزء 1

  يخرج، فإذا طلبته بكى ويؤذيهم، وله كلب يلعب به، فأنبح له فيفطن انه كلبه فيخرج اليّ فآخذه»⁣(⁣١).

  ويلاحظ في نوادره هذه عدم الإطالة لاعتنائه بأمر الأدب والبلاغة.

  ٢ - كان العباسي كثير الاختلاط بالناس ومعاشرتهم فلم يقم حياته على الانزواء، ونلحظ ذلك من إيراده المقابلات ما بين كلام الناس وما يشابهه من فكرة وردت عند شاعر.

  ومن ذلك قوله بيت أبي الطيب المتنبي «من الكامل»:

  وعطاء مال لو عداه طالب ... أنفقته في أن تلاقي طالبا

  وقد تداول الناس هذا المعنى⁣(⁣٢).

  ٣ - يقظ في تأليفه فلا يكرر ولا يعيد: وهذه الخاصية لا تفارق العباسي في تأليفه، فإذا اختار العباسي لشاعر، وورد له شاهد آخر في موطن غير الأول، فإنه يعود إلى مختارات أخرى للشاعر نفسه غير تلك التي أوردها في السابق ومن ذلك ما أورده العباسي في ذكر أبي تمام حول شاهد التنافر، ويورد له ترجمة وأبياتا من الشعر ويتحدث عن محكم شعره وجيده⁣(⁣٣)، ويأتي مرة ثانية ذكر أبي تمام حول شاهد المماثلة وهو «من الطويل».

  مها الوحش إلا أن هاتا أوانس ... قنا الخط إلا أنّ تلك ذوابل⁣(⁣٤)


(١) المصدر السابق: ٣: ٢٥٢.

(٢) المصدر نفسه ٣: ٢٢٦.

(٣) المصدر السابق ١: ٣٨ - ٤٣.

(٤) المصدر نفسه ٣: ٢٩٣.